قصة الساعة
قصة الساعة
د
. حمزة رستناويو لأنه مغفل جدا ً قرر أن يسبق عقرب الثواني, و لكن عقرب الثواني هزمه , قال: لا بأس , سأسبق عقرب الدقائق
و لكن عقرب الدقائق دمدم : تك تك تك تك متبجحا ً و تجاوزه سريعا ً
قال لا بأس : سأسبق عقرب الساعات
و لكن عقرب الساعات مربه سريعا ً, و لم يتحسس حتى وجوده؟
أنزل ساعة الحائط المعلقة على الجدار, و نزع عنها بلورتها ثم نزع العقارب الثلاثة منها , و لأنه مغفل ظن نفسه قد انتصر.
نبتت ثلاثة عقارب جديدة , و بدأت الدوران, بدا عليه الامتعاض , فقرر نزع بطارية الساعة ليكسب المعركة و بشكل نهائي.
نزع البطارية , فتوقف قلب الساعة عن النبضان, و ذوى وجهها, و شحبت عروق الوقت , و حشرجت, ثم صمتت برهة, ثم عادت العقارب إلى الدوران , استشار أصدقائه و حكيم القرية, فأشاروا عليه أن يحبسها, وأن يغلق عليها باب غرفة الصالون, و يرِّحل أثاث غرفة الصالون إلى غرفة النوم , و لكنه و بعد عدة سنوات نظر إلى الساعة من النافذة فوجدها تدور نفذ صبره تماما ً, فهوى بصخرة كبيرة على الساعة, فتفتت أشلائها, و لكنها و بعد عدة دقائق ضمدت الساعة جراحها ,عاودت الدوران !
اعتراه سؤال مفاجئ, كيف نهرب من جحيم الزمن؟
و كيف نوقف آلة الجنون عن الدوران ؟!
حدَّق في الأفق البعيد
ثم اعتراه صوت آذان قريب ٍ و تذكّر مشهدا ً من طفولته
مشهد لمؤذن القرية ينظر إلى ساعة اليد, قبل أن يرفع كثيبه للأذان.
* شاعر وكاتب سوري
.