والبقية تأتي
محمد المهدي السقال
القنيطرة / المغرب
ألبسوه باسم الوطن الجلباب، ثم ألقوا بالجثة في البحر، بعدما أمنوا خلو أحشائه مما تبقى من لوثات حلم ظل يسكنه جنيا أحمر.
قاطعت همسي مشيرة إليه :
هو ذا صاحب كتاب الأسبوع في التلفاز؟
كعادتها تشمت بي اللعينة،
كلما ظهر مرتد من رفاق الدرب المضيء،
- رأيته بالأمس يقرأ تحية السلام في مقهى السفراء،
تماما كالببغاء الذي كره منه الترديد زمانا بلا معنى.
ثم انسحبت هامسة تجر وراءها ما تبقى من حسرات منسية،
- هؤلاء هم الكتاب وإلا فلا.
قلت وأنا أتهجى في شريط الأخبار حروفا مذهبة تزين طابعا بريديا من متاحف الرصاص، يحمل للضفة الأخرى عشق رسالة حب ملغومة:
بئس مسك الختام،
وفي أذني صدى بيت للمتنبئ ما زلت أحفظه:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.
لا أدري هل سمعت ضحكة منها أم صرخة بكاء.