حَمُّودَةْ.. وَالْحَمَامْ

محسن عبد المعطي عبد ربه

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

حمودة طفل صغير يحب الحيوانات والطيور ذات يوم كانت معه بعض حبات من القمح ( الغلة) وصعد بها إلي سطح المنزل وجد حمودة بعض حمامات تطير عاليا في جو السماء فرح حمودة بهذا المنظر الجميل الأكثر من رائع وأخذ ينظر مشدوها إلي سرب الحمام الذي كون ما يشبه الدائرة في الجو وأخذت الحمامات تطرن كل حمامة وراء الأخرى في هذا النسق الهندسي الجميل وكأنهن يلعبن في فرح ومرح وسرور وبهجة تخيلهن حمودة كأنهن فريق كرة يؤدي تدريبات منتظمة ولكن أين ؟!!! في الفضاء رأي حمودة لسانه يردد : سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والذي استقاه من  الحديث الشريف  "عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: علمني كلاما أقوله . قال :(( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له , الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين  ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم )) قال : فهؤلاء لربي  فمالي ؟!!! قال رسول الله :( قل : اللهم اغفر لي  وارحمني واهدني وارزقني )) رواه مسلم رياض الصالحين , وتأمل حمودة الحمام ومقدرته الفائقة علي الطيران واللعب وعمل الاستعراضات في الجو  دون أن تسقط إحداهن علي الأرض فاسترجع ما حفظه في الكتاب من قوله تعالي : أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" 79 النحل " هبطت الحمامات علي السطح تنقر وتبحث عن ا لحب ألقي حمودة ثلاث حبات من الغلة فأقبلت الحمامات عليهن تأكلن في فرحة وهناء وأخذن ينظرن في لهفة وانتظار حبيب وتشوق إلي حمودة فرمي لهن ثلاث حبات أخرى وهو ينظر إليهن أثناء التقاط الغلة  وهو يحمد الله أن قدره علي إطعام هذا الطير الأخرس وبينما هو  منهمك في هذا العمل النبيل صعدت أم حمودة إلي السطح لتطعم الأوز والفراخ والبط والأرانب فوجدت حمودة علي هذا الحال ففرحت به وقبلته في وجنتيه واتجهت ببصرها إلي السماء وهي تقول : الحمد لله الذي جعلني أنجب ولدا ذا قلب رحيم بمخلوقات الله نظر حمودة إلي أمه وقال : كنت أظنك يا أمي ستضربينني قالت : ولماذا أضربك يا ولدي الحبيب قال :لأنني أهدر حبات الغلة وأطعمها للحمام قالت: يا بني لقد وسع الله علينا ورزقنا حتى ملأنا مخازننا من جميع أنواع الغلال  أفلا نشكره بإطعام هذا الطير الجميل الذي تنطق جميع حركاته وأفعاله بقدرة الله العلي العظيم ؟!!! خذ يا بني هذا الصحن المليء بالحب واستكمل هذا الفعل الإيماني الجميل فرح حمودة وأخذ يقفز ويتنطط والحمام حوله فرحان وحمودة يقول : الحمد لله الذي جعل لي أما تعينني علي فعل الخيرات.