شعور

شعور

رائد شريدة

إنه المحق الذي يتربص بي في ممرات الحياة، والتراجيديا المستمرة التي تعصف بحياتي المنهكة المكلومة، والمصير المحتّم الذي يغتالني ويصطاد آخر نفس من عمري، إنه الموت الممتزج بذرات ترابي وكينونتي، واللانهائي السرمدي الحزين الذي يخوض في تضاريس خلجاتي... وهو الواقع الأليم الذي يتربص بي في كل آن وحين، والمأساة الكبرى وسعير الأرض التي تحرق عظامي ومهجتي... إنه الشعور السوداوي المفرط الذي يتغذى على البقية الباقية من إيحاءات جسدي الميت، وهو الوجع الذي ينبض في نفسيتي التائهة، لا أطيق نفسي، ولا أحبّ أن أذكرها أمامي، تلك حياتي القابعة في سجن مدفون، من سنين مضت وتمضي كأنها صخور البراكين الملتهبة، فها هي براثن الفناء تلوح في أفقي المثخن بالجراح... ولا شيء غير الجراح... لا شيء غير الجراح... ينعقد لساني عن البوح، فالبوح مشكلتي. يعشعش غداف اليأس في قلبي كالوباء الخطير، أعيش مع ذاكرتي المتهالكة، فهل أكون عصفاً مأكولاً عمّا قريب؟، أرجو ذلك. كرهتُ صبري وجلدي، كرهتُ الحب والألفة التي مست ولو للحيظات مسام قلبي، كرهتُ كلّ الأشياء التي تتحرك من حولي، وتلك التي تذوب في خيالات خيالاتي، أحبّ أن أعيش وحيداً مع ذاتي في مستقر حبيبي القبر الذي يضمني بشغف...