الموال

عصام الدين محمد أحمد

أمتطي الدَّرب الخريفي ..

الشمس مُجمرة .. البيوت ممصوصة الدماء .

أرنو إلى الكلاب متوجسًا ...

تلهو أمام دُوَّار العُمدة المحدود بطرفي القرية القبلي والبحري ؛ تحفـُر أرض الظلال ؛ تستشعر خطوي الوئيد .

دقات قلبي تطغى على حركتي ...

يتغول الكلب الأسود ،يشُب ، القطيع ينتبه ..

أجري ،  يتلاطم قفصي الصدري .

يطير ، يلحق ببنطلوني ، يتمزع البنطلون ..

ينفتح باب مهول مُـضفر بالصاج ...

تسحبني الأيادي المغزولة بالعظام .

ينغلق بمزلاج الخشب الثقيل ..

شتاتي لم يتجمع !

تنزع العجوز أطلال البنطلون ،

تُتَمْتِم بالحمد واللهفة ...

تضُمّني إلى صدرها الجاف ...

حبات عَـقْدِها تُزَمِّلُنِي ...

ترُش وجهي بمياه القلة ...

تلعن إهمال نساء آخر الزمان ..

صوت دائخ يفيق من الداخل .

حمام يمسك الطوبة كالجن المصور ...

يهوش ، الكلب يفر ...

يقذف ؛ الدم ينفجر ...

أهيل صخر الجبل  .

أواري جثمانه ...

أرتمي باكيًا ...

يختبر مشوار العودة انهياري

وفي الليل صَخَبَ السكون بالنباح ؛

تواترت الطلقات ..

تتلجلج الدكة بثقلي المُرتعش ...

وتحت اللحاف يتفصد جبيني صقيعًا ..

يستطيل الليل ؛ ولا نوم .

ليس في الخارج سوى زعيق الخفراء.

سكنت الطلقات ،

ولم تسكُن الكلاب .

وسوم: العدد 623