الأمل، عظيم...

لقد استطعت التجاوز بساقي اليمنى ذاك الحاجز اللعين...

بقي لدي بعض الجهد لأتمكن من تمرير ساقي الأخرى..

جميل أن سائق التكسي الجهم لم يسألني عن سبب نزولي على حافة الجسر الشاهق...

بل اكتفى بالتأفف حين ألقاني على كرسيي المتحرك ليسرع مبتعدا عن المكان...

نعم باقي لحظات وينتهي ذلك المشهد المعتم...

لا أمل بشفائي...كلهم يكذبون...

وأحيانا يصارحونني...

لا أمل...

لا أريد أن أبقى عالة على أحد ...

كرامتي لاتسمح لي بهذا...

عنفواني وكبريائي وووو...

فلأنهي هذا المشهد السريالي بأسرع مايمكن...

يا إلهي ...لم أعتقد أن الأمر بهذه الصعوبة..

لقد اخترت الجسر الذي بحواف منخفضة نوعا ما..

لماذا يصارعني القدر حتى في قراري؟

لقد جربت هذا في سريري مرارا...

أوووه يا إلهي كدت اسقط ثانية...

إن سقطت فلن أستطيع اكمال الخطة...

هل تريد مساعدة ياسيدي؟

بدا طفلا نحيلا اصلع الرأس....

نظر اليه ببرود وكأنها لقطة في فلم اكشن نسيت على وضعية التوقف...

ماذا ؟؟

أقول هل تريد مساعدة ياسيدي؟

هه. قال مغمغما ياله من أحمق هل يعرف بماذا سيساعدني؟

يا إلهي انعت طفلا مريضا بالاحمق في آخر لحظات حياتي !!

هل بلغت مني السفاهة هذا المبلغ؟

تقدم ياصغيري ...ما أسمك؟

كنت اتنزه على الكورنيش وسقطت من على كرسيي المتحرك..

يا لي من أحمق عجوز...

لست عجوزا يا سيدي...

يا ولدي العجوز ليس بكبر سنه بل بعدد متاعبه..

كان يدفع كرسيه المتحرك نحو المتنزه القريب الى الجسر حين قال :

سأعترف لك بشيء :

لقد كنت..كنت...كنت هناك احاول الانتحار...

ولماذا لم تكمل...

يا لك من صبي أأ....لم استطع

ثم انك قاطعتني....

هل تعلم ياعماه ...

منذ سنتين وأنا اتعاطى علاجا كيميائيا للسرطان

وقد ارهقت والدي واخوتي...

لقد كنت على حافة الجسر لنفس الغرض...

نظر اليه الرجل طويلا ..

مسح كل واحد منهما دموع الآخر بسبابته...

وما زالا صديقين...

وسوم: العدد 627