قصة الوزيرة والنمر الوردي

قـالَ الـراوي ياسـادة ياكِـرامْ

كـانتْ (كِـندة) في يومٍ وزيـرة ْ

وَزَّروهـا ليُمَنِّنـوا الناسَ بحِجابِهـا

وليَخدَعوا المصابينَ بفُقدانِ البَصـيرة ْ

هيَ وباقي الوزراءِ كانـوا قطيعـاً

ماتجـاوزَ في يومٍ سـورَ الحظيـرة ْ

فهنا كُنتَ ترى ثوراً وهناكَ بقـرة

وهنا كُنتَ تلمحُ جرواً وهناكَ بَعيـرا

حكومةٌ وزرائُها يُسـاقونَ بالعَصـا

إذا أقالوا منها البِغالَ، عينوا حميـرا

لاتسمعُ منهمْ صَهيلاً ولكنْ نهيقـاً

وفي أحسنِ الأحوالِ تسمعُ جَعيـرا

في (الأعراسِ الوطنيةِ) يُدَبّكونَ ويُرَقّصونَ

يُدَرّبونَ على السُروجِ ويُعلَفونَ شَـعيرا

يُرَدِّدونَ  كالببغاءِ ويَتبعونَ كالغنمِ وإذا

تأملتَ وجوهَهُمْ وجدتَ الذُلَّ وفيـرا

كـانتْ وزارةً فريـدةً مِن نوعِهـا

لافي أيِ مكانٍ كُنتَ تجد لها نظيـرا

سَـمعتْ (كِنـدة) بالنمـرِ الوَردي

فقالتْ أتصـور معهُ وأصبحُ شَـهيرة ْ

فلما وجدتهُ لفَّتهُ بذراعِـها وعانقَتـهُ

فخرجُ العِنوانُ (خِنزيرٌ يُعانقُ خِنزيرة ْ)

فلما علِمَ السائِسُ، جَرَّدها مِنَ البردَعةِ

وكانَ حِسـابُها عِندَهُ حِساباً عسـيرا

لم تنفعَها الزيارةُ ولم ينفعَهـا العِنـاقُ

كانت فرحتُها بالصورَةِ فرحةً قَصيـرة ْ

مَن ترضى أن تكونَ وزيـرةً لمجـرم ٍ

لاأجدُ لها أفضلَ مِن صِفَةِ (حقيـرة ْ)

وتابعَ الراوي: وأثنائها ياسـادة ياكِـرامْ

انفجَـرَ بُركـانٌ أذاقَ البَهـائِمَ سَـعيرا

بُركـانٌ ماأبقى حجراً على حجرٍ ولكن

بقيتْ قِصَـةُ (كِـندة) بالتَّندُرِ جَديـرة ْ

وسوم: العدد 631