توحيدة
فتاة تركية ، معايير الطين تجعلها غريبة ، و نسب الإسلام يرتقى بها لمنزلة " الأخت " في الدين و العقيدة .
قبل حو الي 10 سنوات كانت تلميدة في إحدى المدارس التركية ، شاركت في مسابقة شعرية فحصدت الجائزة الأولى ، و في حفل التكريم صعدت إلى المنصة حيث يجب أن تكون .
صعدت بحجابها و وقفت بشموخها و حافظت على ابتسامتها في انتظار تكريمها ، لكنها بعد دقائق كانت على موعد مع طقوس " ظلم و قهر " سكنت تلك البلاد لعقود و لم تغادر بعد أذهان كل المسيطرين على زمام أمورها ، لذلك غصت " توحيدة " بدموع قهرها و هي تستمع لمدير الحفل يأمرها بالنزول من فوق منصة التتويج التى شوهتها ب " حجابها " .
بكت ، استنجدت ، هرولت إلى كل من في القاعة تبحث عن إنصاف ، فكانت تقابل بابتسامة تشف و شماتة أو دموع عجز وقلة حيلة ، لتخرج من القاعة مهيضة الجناح مكسورة الإرادة .
في طريقها إلى المنزل استعادت شريط الألم ، حيث كن يجبرن على البقاء في المنزل حين يقرر مفتش التعليم زيارة مدرستهن لأن رؤية " حجابهن " يعكر مزاجه ، و حين تكون الزيارة مفاجئة يقمن بتسلق جدران المدرسة حتى لا ينزع " الحجاب " من فوق رؤوسهن رغما عنهن .
مسحت دموع القهر و هي تتساءل عن الذي تغير بعد فوز حزب العدالة و التنمية " الإسلامي " و ما الفائدة من " إسلاميته " حين لا يستطيع حماية " محجبة " تريد أن تعيش كريمة عزيزة .
حملت تساؤلاتها إلى المنزل ، وحبست نفسها هناك ، لتتفاجأ بأمها تخبرها بضرورة التكلم مع شخص يطلبها عبر الهاتف .
رفعت السماعة بتكاسل فعبر مسامعها ذاك الصوت الهادئ الواثق و هو يقول :
" عذرا يابنتى ، لكنى أعدك - و رجب طيب آردوغان - إذا وعد وفى بأن نحل مشكلة " الحجاب " قريبا " .
هذه المرة ، منعتها دموع الفرحة من أن ترد التحية على رئيس حكومة اتصل بنفسه على رقم هاتف المنزل ليطمئنها ، و اكتفت بابتسامة عريضة شحنت الجسم بطاقة همة و صمود .
مرت السنين ، تخرجت " توحيدة " و تزوجت و أصبحت أما .
هموم الحياة جعلتها تنسى أنه كان هناك وعد ، أو التجربة علمتها أن وعود المسؤولين تتبخر مع اللحظات الأولى لانتهاء مفعول المجاملة ، المهم أنها نسيت " الوعد " و تناست مرارة " الظلم " الذي مورس عليها .
بعد حوالي 10 سنوات ، وحين كانت " توحيدة " مشغولة بتدبير أمور منزلها ، رن جرس الهاتف ، و حين رفعت السماعة كان على الطرف الآخر صوت يذكرها بوعده قبل سنوات ، ارتسمت ابتسامة الثقة عى وجهها و شكرته لأن مشكلة " الحجاب " حلت في عموم تركيا و تنفست " محجباتها " نسيم الحرية و عبق الاطمئنان .
لكن " توحيدة " لم تتوقع حينها أن الاتصال الهاتفي لم يكن بهدف تذكيرها بالوعد السابق ، لكنه كان لإخبارها أن وقت رد الاعتبار لها قد حان و أن حق استلامها لجائزة استحقتها قبل سنوات - و حرمتها ظلما - لا يمكن أن يضيع .
أجل ، فقد نظم حزب العدالة و التنمية حفل تكريم ل " توحيدة " حضره الرئيس " أردوغان " و سلم فيه ل " توحيدة " جائزتها و جعلها تقف على المنصة بحجابها معززة مكرمة لتقرأ نفس النص الشعري الذي جعلها تربح تلك الجائزة قبل عشر سنوات تقريبا .
حين تسألنى لماذا أفرح بفوز حزب العدالة و التنمية في تركيا ؟ سأكتفى بإجابتك بسؤال مركب :
كم من " توحيدة " تم إنصافها في " تركيا " ؟ و كم من " توحيدة " كانت ستعيش مقهورة مهيضة الجناح لو أن حزب العدالة و التنمية لم يكسب الرهان ؟
هذا فيديو تكريم المسلمه المحجبه توحيده التركيه.
وسوم: 641