هذا عندنا، وما خفي عند نون النسوة!
ما أكثر محافلنا المُزركشة، وأطباقنا المُخشخشة.. ونكاد نعتصر كل المعادلات والجذور.. لإقناع كيرشوف وڤيثاغورس لهذه الليلة الواحدة ( وخلنا نفرح عاد، أيش فيك أنت صاك أمها علينا ).. حيث تشمر فيها الأيادي، ويُمتص فيها الزبادي، وراحت افلوسك يا أبو الأطوار!
ندخل الصالة والخطوات متثاقلة، والأنوار مُشتعلة ( واديلووو بوس في الحضور ).. بآلية استخراج الأعداد من تحت الجذور.. لإعداد خطة لقفز السور!
نعم، الأيادي تُلوّح بالقرب من باب قلعة الأطباق ( الله بالخير.. الله بالخير )، ولا تشغلنا بقيامك كل لحظة للسلام، فقد زُينت أبواب البطن للمحمر والمشمر، والمحموس والمكبوس!
بعد سويعة يُنادي المُنادي: جاء العريس، فقوموا لاستقباله، وما حُولك أحد يا أبو الشباب الكل مُتمسك ببرج المراقبة، ولسان الحال يقول: " لاحقين عليه بيطير ".. وجهز الدبة تخضر المدبة!
يدخل المعرس بعطره الفواح، وقلبه المرتاح ( وما جنبك أحد يا أبو عقال ميال ).. حيث تعالت أصوات الفرقة، وترنمت الأيادي بالتصفيق، وتقفل صوتك لتُسمع جارك حديثك!
حرك من هو أمامي صديقه بالندس، وصوته يلعلع: صورنا اسناب، وصورة خاصة للقروب ( لا يقولون ما جينه العرس بعد )!
دارت الأواني، وتشكلت الصواني بالحلا والقهوة.. فغمز جاري لجار جاري: ( تره انسحنت ) اكبودنا من هالنعناع والكركديه، وشكل العشا بيتأخر، فأين المفر؟!
أجل، بشت رايح ومشلح جاي، والكل محمل سكر وشاي.. فلاشات تبرق من دون مطر، والآخر يجر يده قائلاً: ( تعال بس، وسو روحك ما تدري للأمة اللي صافة بطابور الخباز عفواً التبريك.. لكثرة المحافل وراء جنابه، وإدخاله في غرفة الطعام الخاص)!
الأعداد تتزايد، والأرقام تتفاقد، والمجاهيل يأتون بدون دعوة، ويتسابقون على رن الجرس، وقلب ولي العرس حفلة سامري خوفاً من الفشلة والتقصير!
العيون تتراقب كالرادار، وساهر يفك الإعصار، ونادى المنادي الفرار الفرار، وظل حسن وخالد يضحكون باستهتار!
تزاحمت المداخل، وتصاعد صوت الإنذار: اغلق الأبواب.. اغلق الأبواب.. فقد فاقت الاستيعاب!
تطأطأت الرؤوس ونُهشت التيوس، ولم يُحمد عُقباها لدسم المندي، وفشل طبخ العبندي!
تجلس بجوار هذا وذاك بدون معرفة مُسبقة، وكل لحظة قال: فيني سكر، وما ظل لا خضر ولا يابس إلا وهفه!
بجوارنا يجلس خمسة عُميان، وكل سويعة قام أحدهم وانتزع طبق الرز للأعلى وصرخ فيهم: لا تخلصونه علي، والآخر يُلملم ما في الأطباق بكيس خارجي أو بجيب ثوبه للهروب والنحشة!
جلسنا نتباصر السوالف، وجاء إلينا المضياف وعيونه كالقواذف: ( يلا قوم صديق واجد نفر بره، ما في قرقر زيادة )!!
هم صاحبنا حسين يتفكه، وجاء بنصف خياره وحُبيبات من العنب فاختصر المثل السالفة العوض ولا الحريمة!
( والله وغسلنا الأيادي
قدام كل العبادي
لايق لنا العطر هادي
لولش وأنا قلبي سواه )
المخلاص على بند القفلة طلعنا نبارك للمعرس، فهمس في أذني عمه: وين الزحمة اللي قبل اشوي، وين راحوا المعازيم؟!
وسوم: العدد 668