تحمل وتنزيل ...

زارني جاري على غير عادته ذات مساء. جاء يطلب خدمة توصيل "واي فاي". 

رحبت به وقلت له: الغالي يرخصلك يا جار. والحمد لله والشكر للانترنت الذي حثك على هذه الزيارة.

مر اسبوع فيه تغيرت قوة شبكتي بشكل ملحوظ. استفسرت عن حالها في الشركة الموردة للانترنيت. اعلمني موظف الصيانة ان شبكتي دائما متواجدة في تحميل وتنزيل بشكل غير عادي. وانه على االاقل, يتواجد عليها ستة اجهزة شغالة. واعلمني انواعها. فعرفت انها تابعة لجاري.

دعوت جاري لافهمه ما يجري واخذت اشرح له انه يستعمل التحميل والتنزيل كثيرا مما يؤدي الى ضعف الشبكة العنكبوتية عندي.

قال وبكل عفوية: يا جاري.. مهما شرحت عن هذا العنكبوت وعن التحميل والتنزيل,! لن افهم ما تقول. فانت تعلم انني انسان بسيط لا افقه في حياتي الا العتالة. تحميل وتنزيل الخصروات من الشاحنات, هو عملي وليس ما تتكلم عنه من تحميل وتنزيل في الانترنيت.

قلت له: عفارم عليك... الان ساوضح لك المسألة بكل بساطة.

كم سيارة تنزل وتحمل يوميا؟

قال: من شر حاسد, سيارة وعلى االاغلب سيارتين.

قلت: وبماذا تشعر عندما تنزل وتحمل سيارة او سيارتين؟

قال: اتعب كثيرا.

قلت له حلو الكلام. طيب لو طلبوا منك تحميل وتنزيل اربع عشرشاحنة؟ ماذا سيحدث لك؟؟ 

قال: سينهد حيلي وينكسر ظهري وبالتالي سازحف زحفا.

قلت: وهكذا هو حال الانترنت يا جاري. مقدر له تنزيل او تحميل حمولة شاحنة. واذا استمريت في تنزيل افلام ومسلسلات وبرامج, سينهد حيل الشبكة وتنكسر عزيمتها وستزحف هي الاخرى, زحفا كما يحدث معك.

قال" اتهزء مني يا جار لاني غير مثقف مثلك؟ سامحك الله. لا اريد عنكوبتك هذه.

اللهم اني حاولت اللهم فاشهد.

لكن جاري لا يريد حتى المحاولة. اعتقد ان عقله بحاجة ماسة ل"فرمطة".

وسوم: العدد 673