غرفة البروفة
سمعت صديقتي تصرخ. حاولت عبثا التخلص من أحدهم. خرجت من غرفة البروفة مذعورة. وجدته شابا قوي البنية يحاول الهروب.
قلبي يخفق بعنف شديد. أمسكته فتيات المحل. امتلأ رأسي بصراخ مجنون. صرخت بدوري بأعلى صوت:
- النجدة.. النجدة..
من العار أن يحاول رجل التلصص على امرأة شبه عارية كصديقتي وهي داخل غرفة البروفة. أردت أن أبصق عليه. فجأة! التفت إليها فوجدتها شبه منهارة. تتنفس بصعوبة. يحاول ذلك الوحش الهرب مجددا. راحت فتيات المحل تردد:
- سنسلمك للشرطة أيها الحقير..
فشلت محاولته في سرقة المحل. فراودته نفسه للتحرش بالزبونات. بعض لحظات وصلت سيارة صاحب المحل. دخل مسرعا. رأيت الشر في عينيه. لم ينتظر أن نشرح له. ارتمى عليه وأخذ يضربه بعنف. راح يقول له:
- سأقتلك أيها السارق..
لم تتدخل فتيات المحل لتوضيح المسألة. أردت أن أتدخل. قالت لي صديقتي بنبرة ضعف:
- هيا لنغادر المكان..
تأملت ملامح وجهها الحزينة وحركة شفتيها الخائفة. فكرت أنها تتحاشى الفضيحة. كم كنت أريد أن أفتح محضرا وأخرج أمام الجميع لأتحدث عن هذه الظاهرة الخطيرة.
تركنا الأجواء مشحونة. صاحب المحل منزعج جدا. ذلك الوحش البشري ملقى على الأرض. عيناه تدمعان من الخزي. أنفه ينزف دما وثيابه شبه ممزقة.
خرجنا بحذر من محل الملابس. كان هناك بعض المارة يتفرجون على ما يحدث حولهم. لم يتدخل أحد من المتفرجين بإبلاغ الشرطة. صفعتني كلمات صديقتي الخائفة من جديد تستعجلني لمغادرة المكان. ربما كانت ستختلق أي عذر للرجوع إلى بيتها سريعا بحثا عن الراحة النفسية خلف جدرانه الآمنة.
وسوم: العدد 695