الانتقام
في حديقة منزله ، وتحت شجرة التوت جلس شيخ العشيرة مع حاشيته وأصحابه يتحدثون عن أمور العشيرة ، وعن المرعى وألأغنام وولاداتها ، وعن جائحة الأمراض التي أصابت الأغنام ، وعن الطبيب البيطري ، وجهده في مكافحدة المرض وعن .....وعن العزوف عن زراعة القطن ، واستبدالها بزراعة الذرة الصفراء .
في هذه الأثناء ، جاء ابن الشيخ يستأذن والده في الخروج لصيد الغزلان في البادية ، مع شباب من العشيرة .
ودع سعيد والده وخرج ليعد العدة للصيد مع مرافقيه ، تم اعداد مايلزم ، انطلقت المجموعة في الوقت المحدد ، في طريق يؤدي الى البادية مباشرة .
اثناء سير المجموعة ، اعترضهم قطاع طرق يريدون سلبهم والاستيلاء على متاعهم ، الا أن سعيدا قاوم ولم يستسلم وتبادل الطرفان اطلاق النار ، أصيب سعيد اصابة قاتلة أودت بحياته فمات فورا .
نقلت الجثة الى القرية ، وفوجيء الشيخ بموت ولده سعيد ، تمت مراسم الدفن ، وقبلت التعزية في دار الشيخ ، وتوافد المعزون من المدينة والقرى المجاورة ، وكان الشيخ يستقبل الناس وهو واجم ومكلوم ، ومصر على الانتقام من القتلة قطاع الطريق ، وكان يردد عبارة ، القاتل يقتل ، هذا شرع الله .
مضت الاربعون يوما ، والشيخ لازال واجما مكفهر الوجه غاضبا ، لم تفارق الكآبة وجهه ، وهو يفكر في اعداد العدة للأخذ بالثأر من القتلة .
وفي المساء وبينما كان الشيخ جالسا في غرفة استقبال الضيوف ( المنزول ) قدم اثنان ممن أرسلهم يبحثون عن ا لقتلة ، وقد جاؤا بالخبر ، وبعد البحث والتدقيق أعدت العدة للقضاء على القتلة قطاع الطريق .
انطلق الشيخ مع فئة من فرسان العشيرة وشبابها الى مكان يمر منه قطاع الطريق في مشوارهم اليومي . وما أن مضت ساعة من الزمن ، حتى وفدت العصابة يتقدمها زعيمها ، انقض الكامنون عليهم ، فأعلنوا استسلامهم ، قام شباب الشيخ بالتقاط الأ سلحة الملقاة على الأرض ، وأحكموا وثاق أفراد العصابة واقتيدوا الى القرية .
وفي القرية اعترف أفراد العصابة بما ارتكبوا ، وتم تسليمهم الى مخفر الناحية حيث تم نقلهم الى قاضي التحقيق في المدينة ، صدر قرار قاضي التحقيق باحالتهم الى قاضي الاحالة لتتم محاكمتهم أمام محكمة الجنايات ، طعنوا في قرار الاحالة أمام محكمة النقض ، عادت الأوراق مصدقة .
بدأت المحاكمة أمام محكمة الجنايات ، وأثناء اجراءات المحاكمة ، صدر قرار بالعفو العام ، شمل افراد العصابة .
فرح ذوي الموقوفين ودقوا الطبول وأقاموا الولائم احتفاء بالافراج عن أولادهم ، وفي اليوم المحدد لخروجهم طلقاء كانت سيارة صغيرة سوداء تنتظرهم ، وفيها نفر ينتظرون ، خرج السجناء من باب السجن وخرجت الطلقات من فوهة البنادق فحققت حكم العدالة .
وسوم: العدد 701