صانع التماثيل
لصانع التماثيل أعوان وعمال ، يساعدونه في الصنع ويروجون للتسويق ، ويحببون فيما صنع الصانع ، فيلمعون المصنوع ويشذبونه ، ويلقون به في السوق ، ويصفقون .
صنع المثال تمثالا زاد في حجمه عن المألوف ،أعطاه أبعادا وحقنه بالحديد والفولاذ ، وبدأ المروجون يصفقون ويروجون للتمثال ، حتى غدا التمثال حديث العامة والخاصة ، انتشر خبره في الدول وبين المحيطات ، فكان منهم المؤيد والمشجع .
رأى التمثال نفسه أنه أصبح ذو قيمة وبأس وشكيمة ، فصاح وصاح ، فقتل ودمر وحارب ، وتذمر من نصح الصانع ، اعتد بنفسه وقال : أنا صنعت نفسي .
أرسل الصانع من بالسياسة ضالع ، كبس رأس التمثال ، وغير معالمه ، وأعلن الخنوع والخضوع .
مهمة التمثال انتهت ، أراد الصانع ، وضعه في مكانه فاختار له أحسن المتاحف .
التمثال كبر وترعرع ، وأصبح مع التمثال تماثيل أخرى ، من انتاج مثال ومثال .
أدرك صانع التمثال الخطر فحشد وجمع لكسر التمثال ، فوجئوا بالحقنة الفولاذية داخله فحشدوا أكثر وأكثر ، ولا زالوا يحشدون لكسر التمثال .
وسوم: العدد 702