يوسف عليه السلام.. حوار مع جبريل..
ذكر عن وهب بن منبه: أنّ يوسف لما لَبِثَ في السجن بِضع سنين أرسل الله جبريلِ إليه بالبِشارة بخروجه، فقال: أما تعرُِفني أيها الصديق؟ قال
يوسف: أرى صورةَ طاهرة و روحاً طيباً لا يشبِه أرواح الخاطئين؛ قال جِبريل: أنا الروح الأمين، رسول رب العالمين؛ قال يوسف: فما أَدخلك مداخل
اُلمذْنبين، وأنت سيد اُلمرسلين، ورأس اُلمقَربين؟ قال: ألم تعلم أيها الصديق أن الله يطَهر البيوت بطهر النبيين، وأن البقعة التي تكون فيها هي أطهر الأرضين، وأَنّ الله قد طهر بك السجن وما حوله يا بن الطّاهرين؟
قال يوسف: كيف تشبهني بالصالحين، وتسميني بأسماء الصادقين، وتعدني مع آبائي اُلمخلصين، وأنا أسير بين هؤلاء المجرمين؟ قال جبريل: لم يكْلَم قلبك الجَزع ولم يغير خلقك البلاء، ولم يتعاظَمك السجن، ولم تطَأْ فراش سيدك، ولم ينسك بلاء الدنيا الاخرة، ولم ينسك بلاء نفسك أباك، ولا أبوك ربك، وهذا الزمان الذي يفك الله فيه عنقك، وبعتِق فيه رقَبتك، ويبين للناس فيه حِكْمتك، ويصدق رؤياك، وينصفك ممن ظَلمك، ويجمع لك أَحِبتك، ويهب لك ملْك مصر، تملك ملوكها، وتعبد جبابرا، وتصغر عظماءها، ويذِلُّ
لك أَعِزتها، ويخدِمك سوقَها، ويخولك خولَها، ويرحم بك مساكينها ويلْقي لك المودة والهيبة في قلوم، ويجعل لك اليد العليا عليهِم، والأثَر الصالح
فيهم، ويرى فرعونَ حلْماً يفزع منه حتى يسهر ليلَه، ويذْهب نومه، ويعمي عليه تفسيره وعلى السحرة والكهنة، ويعلِّمك تأويلَه.
#جؤنة_العطار
جؤنة العطار
وسوم: العدد 702