أم إلياس في باريس
هاجرت أم الياس وأخيراً، وبعد عناءٍ ومشقة، وصلت إلى باريس، وسكنت لدى أرملة فرنسية في الحي اللاتيني..
كانت حزينةً جداً على فراق أهلها في الحسكة..
حاولت الأرملة لوسيا أن تسرّيَ عنها فلم تفلح..
وذات أصيلٍ جميل استطاعت ان تقنعها بالخروج في نزهةٍ لتبعد عنها شبح الحزن المقيم..
اصطحبتها لوسيا عبر رحلةٍ في المترو إلى برج إيفل، وهناك وقفت ذاهلةً عن نفسها، حيث الأمكنة الجميلة تصخب بالحياة، فبرجُ إيفل نقطة علاّمٍ بارزة في مدينة النور، وإلى جانبه نهر السين الزاخر بزوارق السياح والعشاق..
وقفت أم الياس تراقب المشهد، مستندةً إلى شِباك النهر الحديدية، فانسالت على ذاكرتها الصور الساحقة التي تركتها في وطنها.. لكن زورقاً مكشوفاً في النهر لفت نظرها، كان فيه رجلٌ وامرأة يتعانقان.. عندئذ غضّت من بصرها، وابتسمت..
لاحظت لوسيا ابتسامتها ففرحت لأنها استطاعت ان تُبعد عنها الحزن ، فأمسكت يدها، وقالت:
الحمد لله أنك ابتسمتِ أخيراً يا أم إلياس ، وأبعدتِ عنكِ الحزن.
فزادت أم إلياس من ابتسامتها، وقالت:
آه يا لوسي.. ابتسامة الشفتين لا تعني فرح القلب..
وسالت من عينها دمعتان كاللؤلو..
وسوم: العدد 714