قصة السلطان الفاتح العظيم ( محمد الفاتح )
قصة السلطان الفاتح العظيم ( محمد الفاتح ) مع
شيخه محمد بن حمزة الشهير بآق شمس الدين ، نجل العارف بالله شهاب الدين السهروردي.
جاء السلطان يوماً من الأيام إلى الشيخ ، و هو مضطجع في خيمته ، فلم يقم للسلطان ، ( فقبَّل السلطان يده ) ، و قال له : جئتك لحاجة !
قال : ما هي ؟
قال : أريد أن أدخل الخلوة عندك أياماً.
فقال الشيخ : لا.
فألح السلطان مراراً ، و الشيخ يقول : لا . فقال له السلطان و هو غضبان : إنَّ واحداً من الأتراك يجيء إليك ، و تدخله الخلوة بكلمة واحدةٍ ، فلماذا تمنعني أنا وحدي ؟
فأجابه الشيخ آق شمس الدين : إذا دخلت الخلوة تجد فيها لذة تسقط السلطنة من عينيك ، و تختل أمورها ، فيمقتنا الله ، و الغرض من الخلوة إنما هو تحصيل العدالة ، فأنت عليك أن تفعل كذا و كذا ، و ذكر ما بدا له من النصائح.
ثم قام السلطان من عنده ، و الشيخ مضطجع لا يقوم له ، فقال السلطان لابن ولي الدين: ما قام الشيخ لي ؟! - و كان مستاءً من ذلك - فقال له ابن ولي الدين : إن الشيخ خاف عليك الغرور لهذا الفتح الذي لم يتيسر لغيرك من السلاطين العظام ، و الشيخ كما لا يخفى عليك مرشد.
انظروا ماذا قال السلطان محمد الفاتح عن العارف بالله آق شمس الدين :
(( ما فرحت بهذا الفتح فرحي بوجود مثل هذا الرجل في زماني )). يا سلام يا لطيف.
ينظر : كتاب : تاريخ الدولة العثمانية ، لأمير البيان شكيب أرسلان.
وسوم: العدد 721