سؤال الملح والماء ..
ثمة خلف قضبانٍ ملعونةٍ، جنرال تجاوز عامه العشرين في القيد
وآخر في غرفة مجاورة ..عملاقاً لم تنل منه السنين
وفي أقبية التحقيق ..
هامات، قامات، طوعت المستحيل
فتنادى .. أسرانا مجتمعين، دخلوا إضراباً مفتوحاً
فرموا أطعمة السجانين..
صرخوا والصرخة، مشروعة..
تحدوا القيد وظلمة الزنازين...
وبات .. الملح مأكلهم، ممزوجاً بالماء بين حين وحين
أسأل ..
والسؤال يسبقه دمعة
عن ماء وملحٍ..
عن زنازين العزل ..
عن القيد .. الذي لم ينكسر ..
عن مروان .. وأحمد .. وآخرين
عن كل الذين ينامون في العزل ..
عن الذين يمتشقون الجوع سلاحاً.
أسئلة بدأت بسؤال، مبتور..!!
ظلله ظلهم العالي ..
فتحت في الأذهان كوماً من الإجابات الممنوعة..!!
أولها .. أن ماسمي ضميراًإنسانياً .. مات منذ سنين
أو أوغلَ في سباته القطبي..
وثانيها .. أن اعرابنا تلهثُ وراء موت أتاها بغتة
فاستسلمت له، وتركتنا بأمعائنا نقاتلُ المحتلين..
ليتها تأتيهم الطامة فيدركوا أن الكرامة تنتزع .. انتزاعاً
وثالثها .. أن وحدوا ربكم، فهو الناصر على الظلم
القاهرُ .. لكل طاغ مهين ..
واعتصموا .. جميعاً بالماء، فالماء ماء الحق
والملح .. ملح الكرامة
ومن نام عنهما، أضحى ذليلاً بلا كرامة تحت نعال المحتلين..!!
وسوم: العدد 722