هروب (كوكو) واعجوبة عودتها ؟!!

قصة قصيرة حقيقية :

clip_image002_cac5d.jpg

clip_image004_ae9e7.jpg

اثبت علماء النفس والمجتمع وجود التفاعل الفطري لعلاقة الإنسان مع الحيوان .. خاصة الحيوانات الأليفة ودفع هذا التفاعل العاطفي الفطري على الرغم من اختلاف الفوائد

والميول إلى اقتناء هذه الحيوانات .. وهنالك بحوث اشارت الى ارتباط البشرعمومًا بالحيوان من الناحية العاطفية والفطرية . لهذا نجد بعض المجتمعات الغربية

تعطي جزءًا كبيرا من اهتمامهم بعلاقتهم بالحيوانات التي يربونها ...

ومن خلال هذه المقدمة اريد ان اسرد قصة حقيقية حدثت قبل يومين في الدانمارك( الكافر!) مع ولدي مصطفى . ::

الببغاء كوكية

_________

كوكو اسم ببغاء انثى واسم الدلع لها كوكية ( معنى كلمة كوكية تاتي من مفردة البسكويت ) من فصيلة الامزون تربت من عمر شهر واحد والان يبلغ عمرها خمسة سنوات .. كوكو

مدللة تحب اللعب كثيرا وذكية وماكرة احيانا ..ومن مواصفات هذه الفصيلة الامازونية عندما تتربى في داخل اسرة تختار شخص واحد ترتبط به ارتباطا روحيا يصل الى حد

العشق ..و تمتاز بمهارات غريبة وعجيبة منها انها تجيد نطق الحروف العربية بشكل مذهل وغريب يشبه نطق الانسان وباستطاعتها حفظ كلمات كثيرة يصل عددها الى 120 كلمة وبلغات عدة .. هي اذن تجيد العربية والدنماركية بكلمات مفردة ومزدوجة وثلاثية .

وتعودت منذ صغرها على الفطور صباح كل يوم.. تاكل البيض مع العائلة وتعلمت اكل اللحوم وتحب لحم السمك كثيرا . ....

كوكو هربت من نافذة الشباك !

_________

كانت كوكو تعاني من الوحدة في بيتها اي القفص وقبل ايام شعر مصطفى بايذائها لتركها وحيدة فبدأ يداعبها ويتكلم معها الا انه لم يعطي وقتا كافيا لها بسبب دراسته والالتزامات والمحاضرات تاركا كوكو وحدها في القفص وهذه

الحيوانة احيانا تشعر بالضجر والوحدة والحزن تصل حالتها النفسية الى ان تنتف ريشها بنفسها لارسال رسالة الى عشيقها مصطفى اي بمعنى انتبه لي و لا تتركني وحيدة وبدون مداعبة ومزح

الا ان مصطفى لم يبالي لها في هذه الفترة بسبب انشغاله وعند عودته يتالم عليها كثيرا ولكن ما باليد حيلة لكنه يبادر بتوفير الالعاب لها والاكل والمسجل وكل ماتحتاجه كوكو ولكن هذا لم يكفي كوكو ..

فقبل يومين جاء مصطفى وتكلم معها ودلعها وشعر بحزنها وكلما يشاهدها يقول لها اعذيريني ليس لدي الوقت اريد ان ادرس .. كوكو تستمع له وتبدو ان حالتها حزينة جدا وبعد خروج

مصطفى من الغرفة تمكنت كوكو من فتح باب القفص المقفل .. اكرر مقفل والغريب بالامر كيف استطاعت ان تفتح الباب المقفل .. هنا العلم عند الله .. مصطفى كان فاتح باب

الشرفة الساعة السابعة مساء من يوم الثلاثاء الماضي المصادف 30/5/2017وكان الجو باردا ممطرا وفيه تيار هواء عالي السرعة واذا بكوكو تخرج مسرعة متوجهة الى

الباب المفتوح في الشرفة للوقوف على كتف مصطفى وهذه حالتها الطبيعية في داخل البيت لكن سوء الحظ عند خروجها مسرعة اخذها تيار الهواء الى فقدان سيطرتها على العودة ولم يعد

بامكانها العودة الى الشرفة حيث ذهبت مع الريح وبدأ مصطفى يندب حظه في ذلك اليوم ..

ماذا عمل مصطفى بعد هروبها

-------------------------------

خرج مصطفى من البيت بدون وعي وحاول ان يقتفي اثرها الا ان مساعيه في ذلك اليوم بائت بالفشل بعد ان سمع الجيران صراخ مصطفى في الشارع وهو يلهج باسم كوكوكوكو.ظنا منه انها ان تسمعه .. ..تعود اليه في الحال.. وحين يئس عاد مصطفى الساعة الثانية ليلا .. وبعد عودته الى البيت خائبا أرتأى ان ينشر خبر ضياع كوكو في صفحته على الفيس بوك وكان في غاية الحزن وطلب من اصدقائه نشر الخبر ومشاركته في الكروبات الدانماركية وقال على كل من يعثر عليها له هدية مالية وترك تليفونه في تلك الصفحات حتى وصل عدد المشاركات مايقارب 140 مشاركة .. ولكن لم يكتفي بذلك فقام بمراسلة جريدة فايلة الدانماركية عبر الايميل وكتب لهم طلبا لنشر اعلان في صفحة الجريدة مقابل ثمن وعند الصباح اتصلت الجريدة بمصطفى للاجابة على بعض الاستفسارات حول هروب كوكو من البيت وبعض التفاصيل التي تتميز بها من حيث كيفية التكلم معها ومعرفة نقطة ضعفها ليتسنى لهم اصطيادها عبر هذه المعلومات والجدير بالذكر ان الجريدة نشرت الخبر واعفت مصطفى من رسوم الاعلان تضامنا معه لان القصة محزنه ولكونه طالب يدرس...

كيفية العثور عليها

------------------

بعد نشر الخبر في جريدة فايلة سارع الاعلام الدانماركي بنشر القصة في الجرائد الاخرى وايضا من خلال الراديو الدانماركي يناشدون المجتمع الدانماركي حول مساعدتهم للعثور على كوكو وكان العنوان في الصحف هو : اين كوكو ساعدونا

والعنوان الثاني ببغاء مصطفى يجيد اللغتين قد هرب ..وبعد انتشار الخبر في الاعلام الدانماركي بدات الاتصالات حول تنقل كوكو وتعقيبها من قبل الدانماركيين من مكان الى مكان.. بعد ذلك اتصلت مؤسسة حماية الحيوان ومؤسسة البحث عن الحيوان الاليف .. فطلبوا من مصطفى الموافقة على البحث عن كوكو والاتصال بالشرطة الدانماركية وابلاغهم حول ضياع كوكو فان مؤسسة البحث عن الحيوان الاليف بادرت بالبحث الفوري وابلاغ اعضائها في مدينة فايلة والذي يقارب عددهم اكثر من مائة وخمسون شخص للبحث عنها في تلك المدينة .. وبعدها جرت الاتصالات على الارقام وكل ما يشاهدونه عن اثار كوكو يتصلوا بمصطفى لتحديد مكانها وارسال العنوان له وتكررت هذه الارسالات من الصباح الى اليوم الثاني حتى ان عددا من الببغاءات الضائعة لبعض الناس وجدت من خلال البحث على كوكو ولكن ان هذه الببغاوات ليست اليفه حتى يتمكنوا من اصطيادها واعادتها الى اصحابها .. المميز بكوكو لا تستجيب لاي شخص حتى وان كانت جائعة ..الا اذا جاء مصطفى وتحدث معها. .

تحديد مكان كوكو

-----------------

وفي اليوم الرابع كان مصطفى في البيت مرهقا متعبا ويائسا حينها جاء اتصال الى اخيه احمد في الساعة السابعة والنصف مساء وارسال مقطع فديو صغير مصور فيه كوكو على الشجرة وتصفر وتتكلم وتوزع قبلات من اجل الفات نظر مصطفى عسى ان يعثر عليها فسارع احمد بالاتصال الى مصطفى وارسال الفديو له وتم تحديد مكانها في بيت دانماركي ولديهم شجرة كبيره وهي جالسة في تلك الشجرة وتتكلم فسارع مصطفى بالذهاب الى العنوان وطلب من عائلة الدانماركي الابتعاد منها حتى كوكو لا تخاف من النزول اليه فاستغرب الدانماركي من هذا الطلب وكان مستخفا براي مصطفى انها ستنزل اليه .. بعد دقائق تكلم مصطفى معها بالدانماركي ..( هاي اسكات كم هير) ترجمتها بالعربي ( مرحبا حبيبتي تعالي ) مع صافوره مميزه تعرفها واذا بكوكو تنزل عليه وهو يرتجف فرحا فقام بتقبيلها والتكلم معها حتى نفشت ريشها وشعرت بالاطمئنان فبهت الجميع الى لقاء العشاق فبكت تلك المراءة التي بلغت عنها وشعرت حينها عادت الحبيبة الى حبيبها فقدموا التهاني له وجلبوا له قفص صغير لايصالها الى بيتها واعادت القفص الى اهله ...وكانت كوكو جائعة جدا لمدة اربعة ايام بدون اكل ولا شرب حتى وصلت البيت فاكلت وشربت ويبدو على شكلها النحافة والتعب ..

التهاني وابداء الشكر

----------------

بعد عودت مصطفى الى البيت سارع بابلاغ السلطات المعنية بالعثور على كوكو وبمساعدة احدى العوائل الدانماركية فنشر صورة كوكو وهي واقفة على كتفه ليطمئن الجميع بان كوكو عادت الى اهلها كما قدم مصطفى الشكر الجزيل الى تلك المؤسسات والى من تعاون معه من الاصدقاء والجيران والصحافة والشرطة الدانماركية.

واليوم بادرت صحيفة الاكسترا بليذ الدانماركية الى الاتصال بمصطفى وعمل لقاء معه عبر الهاتف عن كيفية العثور عليها وكيفية تعاون المؤسسات مع مصطفى وتعاونهم معه وتم نشر خبر العثور على كوكو اليوم في تلك الجريدة المشهورة في الدانمارك

*اكتب هذه القصة وافخر بتفاصيل اهتمام (الكفار) بالحيوان واستنفار الطاقات من اجل كوكو ..واتذكر بألم ولوعة تفاصيل اهمال حياة البشر في وطني وهدر دماء الابرياء في الشوارع يوميا على مرأى ومسمع من الحكومة والمسؤولين (المسلمين) !!

انه الفرق جليا بين انسانية الكافر وهمجية ووحشية دعاة الاسلام !. 


تعليق

الأخ الكريم السيد أسعد كامل المحترم

أهنئكم وأهنئ السيد مصطفى ، وأهنئ الأسرة الكريمة بعودة كوكو أو كوكية المعشوقة الدلوعة ، حفظها الله لمحبيها الكثر .

قصة مؤثرة جداً ، وقبل شهر كنت أفطر عند حفيدي عبدالله ، وإذ ببغاء جميلة تقف على نافذة إحدى غرف منزله ، اقترب منها هو وطفلاه الصغيران : ( صبا ست سنين وأسامة سنتان وثلاثة أشهر ) نظرت الببغاء ـ أنثتها حسب اللفظ ، ولا أدري أهي أنثى أم ذكر ـ نظرت الببغاء نحوهم ، وكأنها تقول لهم : خذوني ، فمد عبد الله يده إليها وأخذها ، وأنست به وبطفليه وبزوجته ، وكأنها تعرفهم من زمااااان ، فحدثتني نفسي أن هذه المسكينة هاربة من ظلم وقع عليها ، ولم يسأل أحد عنها لا في الفيس ولا في الصحف المحلية ناهيك عن الوطنية .

الإسلام ـ يا أخي الكريم ـ اهتم بالحيوان بكل صنوفه ، والقرآن الكريم اعتبر الحيوانات أمماً أمثالنا .. أنا لم أغلط .. اعتبر الحيوانات أمماً أمثالنا ، فهل هناك تكريم أكبرمن هذا التكريم ؟

 قال الله تعالى في كتابه العظيم ، في سورة الأنعام ـ  في قرآننا الكريم ـ الآية 38 : 

( وما من دابة في الأرض ، ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ، ما فرطنا في الكتاب من شيء ، ثم إلى ربهم يحشرون ) صدق الله العظيم .

   أرأيت ؟ حتى في الآخرة يحشرون كم نحشر ، ويحاسبون حسابهم

ويا ليتك تقرأ كتاب الدكتور مصطفى السباعي : من روائع حضارتنا ، لترى ما يرفع رأس كل مسلم في ديار الغرب .

  دعاة الإسلام يقتلون على أيدي الشبيحة كما يقتلون الحيوان والحجروالشجر، والأطفال والنساء ، ولو كانت عصفورة السيد مصطفى الجميلة في حلب أو دمشق لقتلوها مع آلاف البشر الذين أبادوهم . 

   عندما كنت معتقلاً في أقباء المخابرات العامة في كفر سوسة بدمشق الأسيرة ، سنة 1979 كان معنا طبيب من حماة المجاهدة : الدكتور مخلص قنوت ، وقد لاحظت أنه قلق يتقلب ولا ينام ، ذهبت إليه لأواسيه وأرفع معنوياته ، فأجهش في البكاء وقال لي :

  ـ أستاذ أنا ما عم أبكي على حالي ولا على مرتي وأولادي ، أنا أنا أنا عم أبكي على العصافير اللي في القفص . هلأ مرتي وأطفالي راحوا عند أهلي وتركوا أربعة عصافير في القفص بدون أكل وشرب هلأ بكونوا عم يموتوا من الجوع والعطش .... وأجهش في البكاء

هؤلاء هم دعاة الإسلام يموتون في السجون ، وحكامهم كفرة فجرة لايعرفون الله بل يسبونه بأقذع السباب .

  وأما الغرب الذي هب من أجل طائر ـ وهذا يشكر عليه ـ ولكنه لم يتحرك لدمار سورية الحبيبة ، سورية الحضارة التي علمت اليشرية حروف الأبجدية ، علمت الإنسانية كيف تكتب  وتقرأ ، سورية هذه تركها الغرب لوحوش إيران المجرمة وميليشياتها المتوحشة ......وللنظام النصيري الحاقد ، الخسيس ، الخبيث ، السافل الحقير ... وللروس الخنازير وطائراتهم وصواريخهم ... اللهم دمرهم ودمر عليهم جميعاً .. كلهم أجمعين يا قوي ...

  أطلت عليك يا أخي أسعد فالمعذرة ، والسلام عليكم ورحمة الله .

              عبد الله الطنطاوي

                رئيس التحرير

وسوم: العدد 723