قصة عاديّة ولكنها غيرت أسلوب حياة البريطانيين إلى يومنا هذا ...
في٢٣ تموز من صيف عام ١٩٦٩، نزلت إمرأة بريطانية، في لندن العاصمة، إلي السوق لشراء حاجاتها، ومن عادة النساء هناك أن يقمن بكتابة قائمة بمشترياتهن وحمل مبلغ من النقود بقدر ما تحتويه تلك القائمة، فوجئت تلك السيدة عندما أرادت شراء السمك، بأن سعره مرتفع بأكثر من ٣٠%، وأن ما تحمله من نقود لا يكفي، فغضبت وقررت الذهاب فورا إلى مجلس العموم (النواب) وكان قريبا منها، توجهت إلى هناك ودخلت مباشرة إلى باب قاعة المجلس أثناء إنعقاده وطلبت مقابلة النائب الذي كانت قد إنتخبته، حاول الحراس عبثا إقناعها بأن المجلس في حالة إنعقاد، وبإمكانها الإنتظار إلى أن يحين وقت الإستراحة، ولكنها أصرّت على مقابلته فورا، وبدأت بالمناداة على النائب بأعلى صوتها حتى لفتت إنتباه رئيس المجلس، وما كان من الرئيس إلّا أن قام من مكانه وتوجّه إليها، وبكل إحترام وهدوء وسألها عما تريد، فقالت له أن لديها شكوى عاجلة تريد إيصالها إلى نائبها وكل النواب الآخرين، ودون أن يسألها عن ماهية شكواها قام فورا بإصطحابها، متأبطة بذراعه، إلى منصة المتحدثين وأعطاها الميكروفون وقال لها : تفضلي سيدتي تحدّثي وكل مجلسنا آذان صاغية.
أمسكت المرأة الميكروفون وقالت:
من المعيب ونحن أبناء بريطانيا العظمى، أن نعيش في جزيرة وحولنا البحر، ونملك أساطيل صيد تجوب المحيطات، ولا يمكننا تناول وجبة من السمك لإرتفاع سعره. لقد إنتخبناكم لتكونوا عونا لنا على تجّار البلاد الجشعين، وإلتفتت إلى نائبها وقالت له أنا لم أنتخبك لتقف مع هؤلاء الحمقى الجشعين، قالت كلماتها تلك ورمت الميكروفون وغادرت غاضبة.
أتدرون ما حدث بعد ذلك وفورا ؟؟
أوّل ردة فعل كانت من النائب الذي وجهت إليه حديثها، فقد قدّم إستقالته لرئيس المجلس قبل أن تصل المرأة إلى باب القاعة !!!
ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا، فإن وجبة السمك مع البطاطا تعتبر أرخص وجبة شعبيّة في بريطانيا، وهي تعادل في قيمتها سندويشة الفلافل عندنا، ولم يطرأ عليها أي إرتفاع إلّا بمقدار نسبة إرتفاع مستوى معيشة البريطانيين اليوم، لذا فإن وجبة السمك مع البطاطا (Fish&Chips) تعتبر وجبة الفقراء لتدنّي سعرها، وأصبحت تباع في مطاعم وحوانيت صغيرة في كل شارع وزاوية من مدن وقري بريطانيا، تماما كما تنتشر المطاعم الشعبيّة التي تبيع الفلافل والفول والحمص في الدول العربانيه.
وسوم: العدد 723