صوت الغضب ..
ابتليتُ بجارين أحمقين يهويان الشجار والصراخ بين حين وآخرلأسباب تافهة ،ومما زاد لهيب الصراخ والعواء أحياناً وتمدده ندرةُ الكهرباء وشحّ الماء في صيف عنيد ، وكل واحد منهما يتخذ الصراخ والزعيق وسيلة لإثبات رجولته عند زوجته ظناً منه أنّ هذا يمسح عجزه في الليل ، وكلاهما عندي طبلٌ أجوف .
*وتذكرتُ قصة قرأتها منذ نصف قرن عن أحد حكماء الهندوس حين كان في زيارة لنهرمقدّس ورأى على ضفتيه أناساً يتصارخون في غضب ،فسأل تلامذته :"لماذا ترتفع أصوات الناس عند الغضب ". وراح كلّ تلميذ يفكّر ويجيب , وقال أحدهم " لأننافي الغضب نفقد هدوءنا فتعلو أصواتنا " فقال الحكيم " ولِمَ عليك أن تصرخ والشخص الآخر إلى جانبك تماما ً؟!
* تعددتْ إجابات تلاميذه غير المقنعة ،عندها أجاب الحكيم عن سؤاله وأوضح لهم :
"عندما يغضب شخصان من بعضهمايتباعدُ قلباهما ولكي يستطيعا تغطية المسافة ليسمع كٌلٌ منهما الآخر عليهما أن يرفعا صوتيهما أكثر فأكثر لتغطية تلك المسافة بينهما .
لذلك حين يقع بين شحصين الحبُّ يتحدثان في رقة وهدوء لأن قلبيهما قريبان من بعضهما ، أما حبُّ المرأة والرجل فهو يجمع القلبين ويلغي المسافة فيكون الحديث همساً أو يكتفي العاشقان بالنظرات .
وسوم: العدد 727