وافترقنا
قصدتُ مدينة أسوان للاستجمام من عناء العمل وفى بهو الفندق جلستْ سائحة يابانية وحيتني .. بادلتها التحية ... تناولنا معا الشاى .. ابتسمت وهى تثنى على كرم المصريين .. تجاذبنا أطراف الحديث .. قلت لها : منذ أيام كنتم تقيمون ذكرى إلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكى ..
قالت وفى عينيها دمعات الألم : كان والدي يقص علينا فجيعة مأساة تلك الأيام التي ألقت فيها طائرة أمريكية صباح يوم 26 أغسطس عام 1945 أول قنبلة ذرية تستخدم فى تاريخ العمليات الحربية على مدينتنا هيروشيما والثانية على ناجازاكى وقد أودت قنبلة هيروشيما بحياة 100000 يابانى وارتفع العدد إلى 140000 بنهاية العام وبعد ذلك زاد العدد من جراء الإشعاعات مع ظهور أمراض السرطان .. حيث رفع انفجار القنبلة درجة حرارة الأرض إلى 4000 درجة فى دائرة نصف قطرها 5 . 3 كم وارتفعت سرعة الرياح إلى 440 مترا فى الثانية وأصبح عشرات الأطفال بلا مأوى أما من نجا من الموت فقد أصابه التشوه .. كما سويت مدينة هيروشيما بالأرض وبقيت بعض أطلال .
كنت شديد الاستماع إلى حديثها ولم أقاطعها وواصلت حديثها بقولها : ذكر والدى أن اليابانيين وهم تحت الاحتلال الأمريكى صار بينهم جدل حول ما إذا كان من الأفضل ترك أطلال المبانى شاهدا على جريمة الأمريكان أم هدمها وإزالة آثارها ؟ واستقر الرأى على الإبقاء على شاهد واحد وهو مبنى ذو قبة عالية .. أما مكان سقوط القنبلة فقد أقيم فيه مستشفا وحيدا .. وإلى الآن وأنا مازلت أحافظ مع بقية اليابانيين على زيارة القبة ومكان سقوط القنبلة ..
ثم قالت مبتسمة : بلادكم جميلة فحافظوا عليها .
نظرت في ساعة يدها ... ثم صافحتني ... وهمت بالخروج ...
وسوم: العدد 729