أأنتِ بخير
القصة الفائزة بالمركز الثالث في المسابقة الثالثة لمركز بحوث للدراسات
كان يوماً من أيام الشتاء الماطر. وبحكم ظرف عملي كممرضةِ رعاية في دار المسنين، كان علي أن أنام ثلاثة أيام في اﻷسبوع، لتفقد المرضى منهم وذوي الحالات الحرجة والمزمنة، ولأن منزلي كان يبعد عن المركز ساعة في القطار، كنت أختار أن أنام في المركز طوعا، بقية أيام اﻷسبوع ولربما بقية الشهر.
الساعة اﻵن الثالثة ليلاً. لم أكن بقادرة على النوم تلك الليلة. البيت قديم، والريح عاصفة، والبرق يحول اﻷشياء في الغرفة المظلمة إلى أراوح وأشباح، وصوت الرعد يزرع في قلبي رعباً ليس كمثله رعب. لا أدري لم ﻷول مرة وأنا في سن الثلاثين، أشعر برغبة ﻷن تكون غرفة والديّ هي الغرفة المجاورة، فأهرع إليهما فزعة، داسّة بنفسي بين أحضانهما، فأنعم بالدفء واللمسات الحانية، مع كلماتِ وصف يدمدمان بها: جبانة.. كبرتِ.. قد قالاها لي مراراً حينما كنت ألوذ بهما خائفة وأنا صغيرة، وقد كانت تزعجني. الآن لا يهمّ. فلينعتاني بها. المهم أن أحاط بحنانهما وأشعر بالأمان المفقود.
ها هنا ولمدة ثوان، شدني التفكير المغرق ليوقظني رعبٌ فهلع: إن الغرفة المجاورة ما هي إلا غرفة العجوز جانيت التي غادرتْنا الليلة الماضية إلى غير رجعة، وبقيت رفوفها من خلفها فارغة إلا من أشيائها. يخفق قلبي بشدة. تتحول عقارب الساعة إلى سمفونية عذاب. لا أريد للعقارب أن تقترب من النصف. حتى لا يرنّ المنبه ويجبرني على القيام بجولة التفقد .تلمع أسلاك الكهرباء في الخارج وهي تتقطع وتتشابك مع بعضها بعضاً، ويقطع التيار الكهربائي ليتحول المأوى إلى قبر معتم، فيه كل الويلات والويلات. يكاد قلبي يتوقف. لم أقدر على بلع لعابي حتى لا يخيفني صوت حنجرتي وأنا أصارع الجبن في داخلي، وأُجبر قدمَيَّ اللتين أصبحتا أشبه بقدمي لعبة محشوة بالقطن، على الوقوف، وأخوّف نفسي من عذاب أكبر لو منعني خوفي من أداء واجبي.. وإذا بصوت أبواب قديمة تفتح وتغلق، ووقع أقدام على اﻷرض، ثم طرقات خفيفة منتظمة على الباب. دفنت نفسي تحت غطاء سريري وأنا أرتعد بردا وذعراً. ارتبط لساني بعقدة، ونسيت حتى المعوذات التي كنت أحفظها منذ خمس وعشرين سنة. نسيت اسمي وأنا أفكر من هذا الذي يقف أمام الباب؟ ولا يراود ذهني إلا طيف إنطوانيت التي كانت عدائية بعض الشيئ.. لكنها.. لا، لا أريد تذكّر حتى هذا عنها. أخاف أن تنقضّ روحها الشريرة عليّ وتعذبني.
فجأة فتح الباب ودخل شعاع نور بَهَرَ عينيّ رغم الغطاء السميك فوقي. يقترب النور نحوي مع خبط خُطاً ووقع عكّاز، أسمع مناداةً بصوت خشن أجشّ: هدى هدى. وكردّة فعل من العقل اللاواعي، قفزت من مكاني معانقة لها، ومجلسة إياها بجواري وأنا أمعن النظر إليها: هل هو وجه الحاجة سعدة أم لا؟. إنها سعدة. عجوز في الثمانين من عمرها. امرأة صامتة لم يصدف وأن كلمتني وأظهرت لي اهتماماً، لكنها لا يتوقّف الذكر من على لسانها، ولا تفارق السُّبحة يدها. تبتسم بمرارة دائما، وتصطنع الفرح الذي كان ينشب الغيرة والحسد لها من اﻷخريات، وإن كان يقيني أنه لا يوجد في هذه الدار من هي سعيدة ومحظوظة، إلا التي تنتظر دورها في دنُوّ اﻷجل، ها أنا ذا وقد تحولتُ إلى عجوز من أمثالهن ولم يبقَ في نظري إلا لون السواد والمأتم، وقد حولني العيش بينهن إلى مرتع للأمراض النفسية والعقد.
جلست سعدة تحسس على وجهي، تمسح على شعري، أزعجتْ خشونة يديها رقة وجهي، فلم يتحسس جلدي خشونة كهذه، وقد يُعَدّ سِيف الجلي حريراً بالنسبة إلى يديها. تأملتْني كثيرا وهي تتلمّسني. وقد كنت أودّ أن أطلب منها أن تكفّ عن لمسي، خشية أن ينشرخ وجهي، لكنها أحست بنفسها ذلك، فأبعدت يدها بحثا عن النظارة في كيس قماشي أسود، معلق بخيط مجدول في رقبتها، مخيط بخيط أبيض، لتضعها على عينيها الغائرتين تحت خطوط من التضاريس.
وبعد أن كشفتْ لها النظارات الضباب عن عينيها، تبسمتْ برجاء، وأمسكتْ يدي، وما لبثت أن أفلتتها وهي تعتذر:
يا لنعومتك يا حلوتي.أخشى أن يدي آلمت رقّتك.
آخ كنتُ جميلة مثلك. لكن الزمن.. ومدّت يدها مرة أخرى إلى الكيس لتخرج منه ألبوم صور جلدي أنيق صغير، وأخذت بيدين راجفتين، كرجفانهما وهما تفتحان الكيس وتغلقانه، من بين الصور صورة فتاة أشبه ما تكون بصورة من تلك الصور التي مازالت تنتشر إلى يومنا هذا من أيام الثلاثينيات من القرن الماضي، لمن بهرْنَ العالم وما زلن يبهرنه في جمالهن. لم أنتظر لتناولني إياها. سحبتها من يدها وحدّقت بها مليّا ﻷبعد عنها الشكوك فيما أفكر، وكل فكري المرتاب كان: ماذا تريد مني هذه العجوز؟ أخشى أنها تكون في غرفتها ممددة وروحها خرجت لتحكي لي قصتها.
ربتتْ على كتفي. أيقظتْني من شرودي. وزادتني ريبة كل حركة بها تفسر فراستها بما يجول في خاطري، وأردفت تقول:
تزوجت في سن كبيرة، سن العشرين، كانت سنّاً كبيرة بالنسبة ﻷقراني. كنت أول صحفيّة في المدينة. زوجي تاجر أقمشة لم يكن يبالي بكوني صحفيّة، ولي عمل، وأدرس بالجامعة. لكن ما إن مضى على زواجنا أشهر، إلا وبدأ بالتضييق عليّ. آخر مرة صدمني بها هي مصارحته لي بأنه يشعر بالعار أمام أصدقائه وهو يسمع اسمي على كل لسان، وما أكتبه بين كل يد. نشبتْ حرب بيننا، استمرّت شهوراً، حسمها مجيئ ابنتي هند. امتنعتُ عن الكتابة وتركت وظيفتي وأبقيت على دراستي. رضي عني فترة من الزمن ليرجع إليّ بفن جديد: إن ذهابي إلى الجامعة يُخجله بين أفراد أسرته: أم ومرضع وتجلس في مقاعد الدراسة. عادت نيران الحرب أشد ضراوة، وأخمدت الحرب، وكَتب الصلح مرة ثانية ميلاد ابني ملحم. رضيتُ بالتخلي عن دراستي. بل ربما اﻷصح أني تنازلت عن حقي بالدراسة. دللني كثيراً. أحضر لي الهدايا والذهب. وأهله ذبحوا العقائق، وأقاموا الولائم فرحاً وابتهاجاً بإنجابي الذكر. مضت أيام وشهور. عاد إليّ بأمرجديد: أن أطلب من مدير الصحيفة التي كنت أكتب فيها، جمع كل الصحائف التي نشرتْ مقالاتي وحرقها. وكان طلبه أشبه بمن يطلب البحث عن إبرة في قاع المحيط. بكيت. قلت له: هذا مستحيل. أجابني بالتهديد: سأحرمك من أولادك. جُننت عندها وهِمْتُ على وجهي، ولم أرَ نفسي إلا وأنا أطرق باب مدير الصحيفة في وقت متأخر، أرجوه مسح تاريخي واسمي ونسيان عنواني، بل إلغاء زاويتي باسمي المستعار، تحسبا للأيام القادمة. وهكذا مضت اﻷيام. ست سنوات من عمري لم أرَ قلما ولا ورقة ولا كتاباً. كل همي هو أن أكسب رضى زوجي. أمضي الساعات في التنظيف وإعداد ما لذّ وطاب، وتعليم أطفالي التعليم المبكر. ولا أذكر أن أحدا في عصري كان يشتري لهم أدوات وألعاباً كما أفعل أنا.
دخلوا المدرسة. أمّلت نفسي بحصولي على قلم ودفتر، لكن زوجي كان أدهى. أحضر لكل واحد منهما قلماً واحداً، ودفتراً واحداً، ولم يزدْ. وبما أني أم الحيلة، لا زلت أذكر حينما كسرت قلم ابني الرصاص نصفين، وأخذت نصفه ونزعت من دفتر ابنتي ورقتين من النصف، وبدأت أكتب رؤوس أقلام ﻷفكار تحوم برأسي كي لا تطير. ومن ثَمّ طويت الورقة بعدما ملئت بالشفرات وأخبأتها في بدلة العرس التي لن تلبس مرة أخرى. كبر اﻷولاد، صاروا شبانا، فك الحجْر عني قليلا، أصبح لي متنفس بعدما بدأ المرض يلهب أعصابي، واﻷكزيما تأكل جلد يدي، وعظامي أضحت هشة من العمل المستمر دون انقطاع، ودون عرفان بجميل.
تبدل لون شعري إلى رمادي ولم يعد زوجي يُسمعني كلماته الغزلية. أنظر إلى وجهه مازال شابا، وهو الذي يكبرني بخمس عشرة سنة. صرت أخجل من أن أقف بجواره أمام المرآة، لكي لا ينتبه أكثر إلى تجاعيد وجهي. بدأتْ أسناني بالتساقط. شكوتُ من ألمها بعد أول خُرّاج ورِمَ على إثره وجهي ورقبتي. أحضر لي حبة بانادول ومسكّناً ولم يصطحبني لزيارة الطبيب، على الرغم من أنه كان يكسو أسنانه بالذهب والفضة عند الطبيب تلك الفترة، جاء خاطب لابنتي هند، وأقمنا حفل الخطوبة وأنا أبكي من ألمي ومن غصتي. هند كبرت سريعا وستفارقني، وستترك فراغا قاتلا رغم أنها لم تكن تساعدني، إلا أنها تستمع إليّ كثيراً. تزوجتْ وسافرت إلى بريطانيا برفقة زوجها ﻹتمام دراستهما العليا، الكل فخور بها. زمانهم غير زماننا. وكبر ملحم وتزوج في الشقة التي في الطابق العلوي. بنيتها بيدي حجرا حجرا مذ كان صغيرا وتمّتْ حين شبّ؛ نزلت دمعة من عينيها، لمعتْ كحبة ماس ثمين. نزلت باردة على يدي، أحدثت قشعريرة في جسدي. صمتتْ وحاولت دفع دمعها بابتسامة ساخرة. تنهدت بحشرجة وتابعت دون أن ألح عليها بل أطلب منها: تزوج ملحم ابنة عمته. لم تكن تحبني وهو لم يفعل شيئاً ﻷجل أن تحبني، بل إنه كرهني ﻷجل حبها، أنا لا أعتب عليها، لكني عاتبة عليه. كنت أقف طويلاً أمام باب بيته، ولا يفتح لي. أشتاق إليه. أرسل له الطعام، أراه مرميّاً بين النفايات. أصبحَ يقول لي بتأنيب: لا ترسلي لي الطعام. طبخك ليس لذيذاً. هاه نسي أن لحم أكتافه من طبخ من بنيت!! ربما معه حق يا بنتي، فقد كبرتُ وضعف نظري وقد لا أنتبه لما أضع من مكونات. أذكر مرة أني وضعت شاياً بدل النعناع وقلبَ زوجي السفرة علي وقتها. احترق فخذاي وساقي، وظللت أتعالج من أثار الحروق أكثر من سنة، لأني مريضة سكر، وعافاني الله بكرمه بعدما وصلت إلى مرحلة اليأس والبتر.
رُزقَ ملحم بتوأمين، لم يصدف وأن حملتهما وشممت رائحتهما من رائحة ابني، ولم يتعرف التوأمان عليّ. عندما يصادفاني كانا يشيران إليّ: انظروا الخادمة، وأنا كنت مصرة على لقياهما رغم كل شيء. كنت أعرف موعد ذهاب كنّتي لزيارة أهلها فأخرج ﻷراهم من بعيد وأظل أملّي نظري منهم حتى يغيبوا عن ناظري، في الوقت اﻷخير أُصبت بأرق على إثر استيقاظي مرات عديدة على صراخ زوجي وهو يطردني من الفراش بذريعة رائحة كريهة تصدر من فمي، وشخيري. ولا أدري إن كان صادقا أم لا؟. لكن ما آلمني أني صبرتُ أكثر من أربعين سنة على رائحة فمه، ورائحة أقدامه، ورائحة عرقه. وكنت أفعل المستحيل لعلاجه دون أن أؤذي مشاعره بكلمة، أو أشعره بوجود مشكلة. ظل يضيق الخناق علي، ولا يواسيني بحرف. كان جُلّ كلامه عن قبحي، وعن أني عالة عليه، وعن ثمن المسكنات التي يدفعها من أجلي. كم كنت حمقى وأنا أقوم بأعمالي بجسدي المنهك من أجل أن أستجرّ عطفه، أو جملة حلوة يهمسها لي. بل لم أكن ﻷلقى إلا سوء المعاملة منه، والجعجعة واللعلعة التي تصم أذنيّ بأقذر الشتائم.
ابنتي هند كانت تتصل بي لكنها فقط للاطمئنان عني. كنت أخفي عنها حتى لا أشغل بالها، وهي لم تكن لتهتم كما كانت من قبل، لسماع أكثر من ذلك، أو حتى لسماع الحقيقة. توالت اﻷيام وأنا أتجرع المرارة، إلى أن أتى ذاك اليوم. دخل ببدلة العرس. لم يرتدِ القديمة. وصدق حدسي أنها لا تلبس إلا مرة واحدة. فقد اشترى واحدة بلون أحمر وأزرار من ذهب. دخلتْ خلفه شابة ترتدي فستان عرس، وبيدها مروحة يدوية كتلك التي تحملها بأيديهن اليابانيات. لم أصدق عينيّ. عندها عركتهما حتى احمرتا. إنها الممثلة الفلانية. لم يبالِ زوجي، أو مَن كان زوجي، بأني عرفتها أم لا؟. وماذا كان إحساسي؟ وهل تذكرتُ الماضي أم هل ندمت على الحاضر؟ وأخذ كالمجنون يجمع ملابسي ويرمي بها في الشارع. تفطنت إلى ذهبي، ولم ألاقِهِ إلا كاسيا ساعدي العروس الجديدة ورقبتها، خرجتُ على غير هدى، أنام في الشقق الفارغة وأحرس البنايات. لن تصدقي يا ابنتي كم مرة كنت أستيقظ في الصباح الباكر وأهرع لما هو في ذاكرتي مطبخ، حتى لا أتأخر عن تحضير الفطور. وكم مرة استيقظتُ من نومي ودقات قلبي مضطربة حتى لا أضيع طبخ الغداء، وكم من مرة جمعت ثياب الجيران من على حبل الغسيل، وأنا كالفاقدة عقلها، أبحث عن المكواة، حتى أنهي عملي قبل عودتهم. في هذه اﻷيام بات الكابوس يلازمني طوال هذه السنين. تراني ألاحق الوقت حتى لا يذهب مني دون إنجاز أعمالي. وفي هذه اﻷيام اﻷخيرة أصبحت أرى في أحلامي رائحة طبخ محترق، أستيقظ على أثرها وجسدي مبلل بعرقه يتخبط ويرتجف. اليوم فقط يا ابنتي أدركت وعلمت أن أحلامي ما كانت إلا إنذاراً لي، وأن رائحة الاحتراق التي تزكم أنفي ما هي إلا رائحة نفسي المحترقة، لقد احترقتْ وما لحروقها شفاء أو دواء. دق ناقور الموت فما لي إلا الانتظار.
تركتِ المصباح والعكاز وقامتْ دون أن تكلمني بكلمة واحدة زيادة عما قالته. تركتني في ذهول و صدمة. أخذتُ أتلمس عكازها، أحاول قراءة الطلاسم التي حفرت عليه أشبه بدق مسمار نحت على خشب. مسحت بيدي على المصباح. كان هو اﻵخر محفوراً بكلمات على طلائه، أشبه ما تكون بالطلاسم أو مفاتيح سحر. نظرت إلى الساعة كانت الخامسة. قمت ألاحق الوقت، أتفقد المرضى، لا أدري كيف أني نسيت زيارتهم تلك الليلة.
أشرقت الشمس، وتراقصت حبات المطر على زجاج النافذة كماء من الذهب. عكست أشعة الشمس على سريري. فكت رموز الكلمات من على المصباح المنطفئ والعكاز المستند على الحائط. قمت بسرعة أُخرج مفكرة وقلما من محفظتي، ورحت أركض وأركض. ﻷول مرة أشعر بالعنبر أن مسافته فاقت مسافة بعدي عن بلدتي. وصلت إلى الغرفة اﻷخيرة وأنا ألهث. فتح الباب بسرعة كانت نائمة على طاولة بجوار النافذة يبدو أنها اﻷخرى كانت ترتقب النور والصباح. اقتربت منها وأنا أكتم حركتي، ظنا في داخلي أني ناديتها وأخبرتها أني عرفت ماذا تريد، لكنها ظلت ساكنة. أوهمتُ نفسي أنها نامت بعمق من سهر الليل. هززتها، لم تجب، لمست وجهها كان باردا، حملتُها مددتها على السرير وكأن وجهها نور بدر. بدأ الندم يأكلني لمَ لمْ أخبرها أنها جميلة؟ لمَ لمْ أقل لها: إن زوجها ذميم، ووجهه كوجه الشيطان، لم لم أُسِرّ لها بأن رائحتها كرائحة الورد وهي تشبه رائحة أمي التي أفتقدها، كيف أقنعوها!! كيف صدقتهم!! بدأ لحديث نفسي صوت يعلو. تنبه المرضى. اجتمع طبيبان وأربع ممرضين، وكانت بينهم طبيبة يظهر عليها بأنها جديدة، وقفتْ في ذهول وأطلقت صرخة مدوية وانهارت على الجسد تهزه وتلومه وهي تبكي: لم لم تخبريني يا أمي أنك هنا؟ لمَ قلتِ إنك بخير؟
أنت بخير قولي لي أأنت بخير؟!؟!؟
وسوم: العدد 752