المهاجرون والمهجّرون

الشيخ حسن عبد الحميد

بكيت كثيرا وأنا أرى سيارات البولمان تدخل إلى بلدي الباب حاملة من هجّروا من دوما والغوطة الشرقية 

وبلدي اسمها في التاريخ باب بزاعة وفيها تل اسمه تل حبيب بن مسلمة الفهري فاتح مدينة الباب

 هي بلد الشهامة العربية استقبلنا في الماضي قوافل إخواننا من أهل فلسطين الذين هجرّتهم إسرائيل وقوافل اللبنانيين 

فنزلوا في الباب سهلا ولاقوا من أهلها أهلا 

أهيب بأبناء بلدي وفي مقدمتهم الأطباء وعميدهم الجراح الدكتور عدنان ، أهيب بالدكتور عبود المنلا وأولاده الأطباء ، أهيب بمجلس الشيوخ والحكماء بالحاج أحمد الطويل ومحمود العثمان أن يشمروا عن سواعد الشباب ، 

فقد رأيت مع قوافل المهجّرين سيارة إسعاف تحمل الجرحى !

 يالهفي جريح مهجر من وطنه ؟

ماهجّر أحد من وطنه أيام حكم ناظم قدسي ولا في عهد خالد العظم ، ولا في عهد رشدي الكيخيا ولا في عهد شكري القوتلي ؟  

إن التهجير من الوطن قرين قتل النفس ، اسمعوا قوله تعالى ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم مافعلوه إلا قليل منهم ) ٦٦ النساء 

الإخراج من الديار قرين الموت ؟ 

فرنسا في عهد ديغول وساراي وغورو لم يتجرأ أحد أن يهجر من وطنه ، وقصفت أحياء دمشق مرتين ولم يهجر أحد 

حارب هنانو فرنسا ولم يهجر أحد من بلده كفر تخاريم 

إن التهجير من وطن ولد فيه الإنسان جريمة إنسانية ودينية ! وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي 

أيها المهجرون استقبلوا قدر الله برضى واطمئنان فقد هجّر صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الحبشة ثم هاجروا إلى المدينة المنورة فرارا بدينهم  

يا أهل بلدي الحبيب إياكم أن يعبس وجهكم في وجه دوماني أو غوطائي 

يا أحفاد حبيب بن مسلمة الفهري بلدكم فتحها خالد بن الوليد رضي الله عنه فكونوا عن حسن ظن الإسلام كرماء أسخياء ، استقبلوا المهجرين بالعناق والقبلات .

 وأقول لأهل الشهامة من عشائر العرب هذا يومكم 

إن أهل دوما وعربين وكفر بطنا وحرستا إخوانكم في العقيدة 

كان الأنصاري يقاسم أخاه المهاجر نصف ماله ويتنازل له عن احدى زوجتيه  

أيها المجلس المحلي ، يامجلس الحكماء ، يادكتور عدنان

يا مدير الأوقاف  افتحوا كل المساجد والدور لاستقبال المهجرين 

وعلى جميع الأفران أن تقدم الضيافة ، وعلى الأغنياء اليوم يطيب البذل والعطاء والزكاة والصدقات والوصايا 

على حجاج النفل أن يبذلوا كلفة الحج الآن في بلدهم 

فلقمة في بطن جائع خير من بناء جامع  .

ياشباب المدينة كان عليه السلام يدعو اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا اللهم رمضان 

سيأتيكم رمضان إن شاء الله وفي بيوتكم ضيوف كرام مهجرين مظلومين كفكفوا دموعهم وأجبروا خاطرهم 

( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ) ٣٨ سورة محمد

حولوا المساجد إلى مستشفيات وملاجىء ودور سكن وإيواء ، وأعلنوا حالة الطوارىء في المدينة .

وعلى النساء أن تتنازل عن سوار أو حلق وتقدم قيمته لضيوف البلد

يجب أن يكون في كل مسجد غرفة للتشاور بين العلماء والمثقفين ووجهاء البلد وأنا أرشح الدكتور عدنان نجار لقيادة الركب فله من علمه وتقواه مايؤهله لقيادة ركب البلدة يعاونه سادة كرام أمثال الدكتور عبود وغيرهم فخدمة الشعب عبادة وأي عبادة  .

الرحمة والجنة للشهداء الأبرار وهم من أهل السنة والجماعة 

وباسم كل المرابطين من أبناء الباب أحيي الأطباء وعلى رأسهم الدكتور عدنان نجار والدكتور عبود المنلا 

والتحية لمجلس الحكماء وللمجلس المحلي والعسكري والبلدي التحية والتقدير 

اللهم أهلك من طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، صب اللهم عليهم سوط عذاب 

اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولاتغادر منهم أحدا 

فرجك ياقدير

وسوم: العدد 767