الضربة الثلاثية الودية، الروس غاضبون
في الأخبار القادمة من موسكو أن الروس غاضبون . وأنه سيكون لغضبهم تداعيات على الأمداء الثلاثة : القريب والمتوسط والبعيد ، وأن هذا الغضب سوف يمس صميم مواقفهم من الأسد وزمرته .
وأن من تجليات غضب الروس الذي يتحدثون عنه :
إعلان المعلقة الروسية الناطقة بالعربية ( زاخاروفا ) والتي ما انفكت طوال سبع سنوات تدافع عن الأسد ، وعن السياسات الروسية المتحالفة معه: أن روسية ليست حليفة الأسد !! وأن الأسد هو حليف حقيقي للأمريكي وللناتو معا ..
الروس على الأسد وزمرته غاضبون ، ومن تجليات غضب الروس محاولاتهم غير المنكورة لمد حبال رخوة مع العديد من الفصائل والقوى الثورية ، باتوا يمارسون هذا حتى وهم ينفذون مخططهم الاستراتيجي في إفراغ الثورة من محتواها ، وتطويق وعزل الثوار وتجريدهم من أسلحتهم ..
الروس غاضبون ومن تجليات غضب الروس في رأي بعض محلليهم ، السماح للأتراك بالتحرك من خلال درع الفرات أولا وغصن الزيتون ثانيا ، وما يمكن أن يأتي بعدُ ثالثا ..رسائل لا يُقصد بها النقيض الأمريكي فقط ، بل هي رسائل مهمة إلى بشار الأسد الذي لم يثبت أدنى أهلية لحلف مع طرف دولي كبير، رغم الدعم اللامحدود ، على أي مستوي عسكري أو سياسي أو مجتمعي ..
الروس غاضبون ، وكان من محطات التعبير عن غضبهم : استقبال بوتين لعريف مقاتل في الجيش الروسي ، وتكريمه ، ومنحه وسام شرف عسكري روسي ، لأنه صمد أمام ثوار الغوطة ‘ فقلب موازين معركة ، بينما لاذ بغاث بشار الأسد بالفرار . زعموا أن هذه الرسالة كانت أقسى رسالة غضب يوجهها رئيس إلى ( رئيس ) .
الروس غاضبون ، منذ زمن غير قصير ، ولكن غضبهم تعاظم وتفاقم واشتد وبلغ سورته بعد الضربة الثلاثية الودية الأخيرة ..
ومما زاد في غضب الروس ، أنهم نزلوا بكل ثقلهم الدبلوماسي ، لتخفيف الضربة وتلطيفها ، والحد من آثارها ، وتداعياتها ..
وأنهم رغم كل الأسلحة والمعدات والتوجيهات والتكتيكات والنصائح والتدريبات التي بذلوها ، ليجعلوا من مهازيل بشار الأسد قادرين على التصدي بشكل ما للضربات ( الناتوية ) ؛ إلا أن هؤلاء أخفقوا إخفاقا ذريعا وفشلوا فشلا تاما ، فلم يصيدوا من ذباب الناتو أي ذبابة ، رغم ، كل ما يزعمون.
في ميدان إثبات الذات في الصراع الدولي ، الروس الذين لم يقرروا أي مواجهة عملية مع الأمريكان وحلفائهم ، كانوا يريدون أن يردوا على تغريدة ترامب ( الصواريخ الذكية الجميلة ..) التي تحدى بها روسيا بصواريخ روسية يعتقدونها أذكى . ونسي بوتين أن الإنسان فوق الصاروخ ..!!
في إطار هذه المعركة بدا للعالم أجمع أن الفشل والإخفاق الأسدي فشل وإخفاق روسي . أليس هو فشلا وإخفاقا للسلاح الروسي وهذه هي خلاصة النصر الذي حققه ترامب وحلفاؤه : التفوق المطلق لصواريخ ترامب ( الجميلة الذكية ) على صواريخ الروس الغبية ، يستدرك الروس بل التي يديرها الجبناء والمتخلفون الأغبياء من حلفائهم الأسديين ..
وكانت ثمرة الغضب الروسي ، كما تتسرب الأخبار من روسية أن الروس يعيدون النظر في تسليم بعض المنظومات الاستراتيجية لهؤلاء الأسديين المتخلفين الأغبياء الجبناء . كلام فصل وليس بالهزل . ويعيدون النظر في تحالفهم معهم على الأمداء الثلاثة كما أسلفنا .
أخبار أخرى تقول إن السر في إعادة النظر في تمكين الأسديين من هذه المنظومات الاستراتيجية ، ومنها منظومة ( اس 300 ) ، التي لا تقل قيمة في التصدي للصواريخ من ( اس 400) ، هو خط أحمر إضافي يضعه الحبيب الأول نتنياهو على طاولة بوتين ..
وبين التنفيس عن الغضب المكتوم والاستجابة لمطلب الحبيب القريب يقف السياسي الروسي حائرا أي حكمة وراء المراهنة على هذا الذي وصفه ترامب صادقا بما وصفه به ، وإلى أي مدى ستبقى هذه المراهنة عقلانية أو مجدية أو ممكنة ..
بعض المعلقين الروس الناطقين بالعربية راحوا يترجمون لبوتين بيت الشعر العربي :
ستعلم إذا انجلى الغبار ...أفرس تحتك أو حمار ..
ويتركونه يجيب نفسه بنفسه لنفسه
ويتساءل بعضهم : هل غضب الروس حقا لأن العصابات الأسدية استخدمت الكيماوي في الغوطة ، بعد أن انتهت فيها الحرب ، فأدخلوا الروس في هذا الحرج الإنساني والدولي الكبير؟
وجاء الجواب : الروس لا يستحييون ولا يحرجون ، وهم ليسوا غاضبين لأن عصابات الأسد استخدمت الكيماوي فقتلت المزيد من السوريين أطفالهم ونسائهم ورجالهم ..
الروس غاضبون فقط لأن العصابات الأسدية استخدمت الكيماوي بمزيد من العباطة والغباء وتركت لهم عبء لملمة تداعيات الجريمة ، وتعفية آثارها ، والتستر عليها .
المهم : الروس غاضبون ..
وسوم: العدد 768