إيران وسياسة مسمار جحا في الوطن العربي
لقد كشف تورط النظام الإيراني مؤخرا في مخيمات المغرر بهم بتندوف عبر وكيله حزب اللات اللبناني عن تأكيد اتباعه سياسة مسمار جحا التي ينهجها في الوطن العربي مشرقه ومغربه ، وذلك من خلال التغرير العقدي ببعض رعايا هذا الوطن واستدراجهم لنقلهم من عقيدتهم السنية إلى عقيدته الشيعية الرافضية بكل الطرق بما فيها صرف الأموال ليكونوا طوابيره الخامسة ، وليتخذهم وكلاءه خارج حدوده، وليتذرع بحمايتهم ،وليحشر أنفه في قضايا الوطن العربي ، وليتدخل في شؤونه، وليحقق حلمه في التوسع عبر أراضيه وكأنها في حكم السائبة لا أهل ولا أصحاب لها .
وبالرغم من حرص المغرب على إبداء حسن النية من خلال إعادة العلاقة الدبلوماسية مع هذا النظام المارق ، فإن هذا الأخير لم يتخل عن خبثه ومكره ، وسوء نواياه للنيل منه عن طريق النفخ في نار أعداء وحدته الترابية من خلال تسلل عصابات ومرتزقة حزب اللات اللبناني لتدريب وتسليح مرتزقة الجزائر إلى مخيمات تندوف حيث يحتجز مئات الآلاف من الرعايا المغاربة التواقين إلى الالتحاق بوطنهم الأم في معتقل جماعي رهيب تحت حراسة الجيش الجزائري ، ومرتزقته وهم خليط من جنسيات مختلفة ، وقد انضم إليهم مؤخرا مرتزقة حزب اللات الشيعي لتدريبهم على الحرب القذرة التي يخوضها في العراق وسوريا واليمن لحساب ولفائدة أسياده في إيران .
ومعلوم أن النظام الإيراني يعتبر كل من يعتنق عقيدته الشيعية الرافضية المنحرفة تابعا له أو مواطنا من الدرجة الثانية من مواطنيه تسقط عنه بموجب ذلك جنسية بلده الأصلي وعقيدته لأن هذه العقيدة الرافضية في اعتقاده فوق كل انتماء لما يضفيه عليها من قداسة مزيفة ، ويعتبر ما سواها ضلالا ودناسة .
والمغرب بلد استعصى على العقيدة الشيعية الرافضية عبر تاريخه الإسلامي الطويل ، ولم يسمح لجحا الرافضي بدق مسماره في بيته كما هو الشأن بالنسبة للجارة الجزائر التي يوجد بها هذا المسمار، و الذي تمثله الطائفة الشيعية الإباضية التي تدين بالولاء لإيران ،وتحج إلى مزاراته بمدينة قم وغيرها بانتظام ، وتتلقى الدعم المالي منه .
ولقد حاول النظام الإيراني دق مسمار جحا في المغرب عن طريق بعض المغرر بهم من المهاجرين المغاربة في الديار الأوروبية عن طريق مرتزقة استأجرهم لنشر عقيدته الفاسدة ، وحشوها في أدمغة بعض السذج والعوام عن طريق خدعة محبة آل البيت ،وإقناعهم بما يسمى مظلمتهم المتمثلة في الزعم بالاعتداء على حقهم في السلطة ، و ذلك استعداء أتباعهم على كل من لا يعتقد هذا الاعتقاد .
ولقد ظهر في المغرب من استغل المناخ الديمقراطي السائدة فيه للمطالبة بحرية المعتقد الشيعي الرافضي على غرار باقي مطالب التوجهات المنحرفة من علمانية ومثلية ورضائية وردة ، وإفطار علني في رمضان ...إلخ والغرض من هذه المطالبة بالتشيع هو دق إيران مسمار جحا في المغرب لإيجاد مبرر للتدخل في شؤونه الداخلية ، ولزعزعة استقراره كما حصل في لبنان الذي يعرف وضعا سياسيا شاذا حيث يوجد فيه كيانان وجيشان واحد محسوب على لبنان، و الأخر محسوب على إيران والتي منها يتلقى الأوامر ، ويتحرك بموجبها خارج حدود البلاد ، وهو اليوم فوق الأرض العراقية والسورية واليمنية دون إذن من السلطة اللبنانية الشرعية التي تعاني منه الأمرين بسبب خروجه عن سيطرتها . وترتزق إيران وحزبها حزب اللات بشعار فلسطين والمقاومة وسلاحها ، وهي ذريعة لخلق دولة داخل الدولة اللبنانية . ومعلوم أن القضية الفلسطينية لم تفد شيئا من إيران ولا من حزب اللات، ذلك أن الكيان الصهيوني يتذرع لفرض احتلاله لأرض فلسطين بذريعة مواجهة خطر إيران وجبهتها المتقدمة في لبنان ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لإمدادها بذريعة الوجود في منطقة الشرق الأوسط لدق مسامير جحا في دول الخليج حيث توجد طوابير أو أورام شيعية خبيثة تدين لها بالولاء العقدي ، وتناصب أوطانها العداء باسم الخلاف العقدي معها ، ومن جهة ثالثة لتخويف دول الخليج من الخطر الإيراني لتسريع وتيرة عقد ما يسمى بصفقة القرن التي ستتسلم بموجبها إسرائيل فلسطين على طبق من ذهب .
وتشارك إيران الكيان الصهيوني في لعب أدوار مسرحية هزلية مكشوفة في منطقة الشرق الأوسط عن طريق ذر الطرفين معا الرماد في العيون لصرفها عن الاتفاقات السرية المنعقدة بينهما ، وقد انكشف بعضها حين أجهز على النظام العراقي السني، واستبدل بنظام شيعي ، ومهد الغزو الأطلسي للعراق للسيطرة الإيرانية عليه ، كما يمهد لها اليوم في سوريا بعد التمهيد لها سابقا في لبنان . ومن المسرح الهزلي بين إيران وإسرائيل تبادل التهديد والوعيد الكاذب بينهما لخلق جو مناسب لتمرير صفقة القرن المشئومة والمبيتة بأسرع ما يمكن . وبمراجعة التاريخ نجد أن العقيدة الشيعية الرافضية هي عقيدة يهودية مؤسسها اليهودي ابن سبأ صاحب أخبث كيد لهدم الإسلام من أساسه . وتلتقي هذه العقيدة الرافضية مع العقيدة الصهيونية في هدف واحد هو عداؤها للإسلام مع اختلاف في أسلوب العداء ،علما بأن أسلوب الروافض أخبث من أسلوب الصهاينة لأنهم يدعون الانتماء إلى الإسلام ، ويحاربونه بأسلوب غير مباشر بينما يحاربه الصهاينة علنا ومباشرة .
والحمد لله أن الحكمة ، وبعد النظر ، واليقظة لم تغب أبدا عن المغاربة ، وليس المغرب بالخب ، ولا الخب يخدعه، ذلك أن المرحوم الحسن الثاني حينما طلب من علماء المغرب الإفتاء بكفر الخميني كان محقا ويقظا وعالما بفساد العقيدة الرافضية وخبثها وتقيتها الماكرة . وبمناسبة قطع العلاقة الدبلوماسية مع الكيان الرافضي يتعين ملاحقة كل مواطن مغربي فيه رائحة التشيع باعتباره عدوا للوحدة الترابية وخائنا لوطنه خيانة عظمى. ورحم الله الحسن الثاني يوم هدد بتلطيخ باب كل من يتعاطف مع أعداء وحدتنا الترابية بالشيء الذي لا يقال . ويجب اليوم أن يلطخ وجه كل متشيع بذلك الشيء الذي لا يقال عقابا له على خيانته لوطنه ولوحدته الترابية .
ولقد سارع بوق إيران في لبنان حزب اللات إلى الإساءة إلى المغرب وهو يحاول تكذيب ما أكدته وقائع تدريب وتسليح مرتزقة البوليساريو على الأرض من خلال وصف قراره بقطع العلاقة مع إيران بأنه خضوع للولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية مع أن بلاغ وزارة الخارجية المغربية كان واضحا ، ونفى أن يكون لقرار المغرب علاقة أو صلة بما يحدث في منطقة الشرق الأوسط . ومن المثير للسخرية أن يشكك مرتزق إيران في قرار المغرب السيادي والذي لا يصدر في قراراته عن إملاءات خارجية مهما كانت أو ضغوط أو ابتزاز بل يضع مصالحه فوق كل اعتبار ، ويتعامل مع كل دول العالم على أساس الاحترام المتبادل ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية . وإذا ما حشر حزب اللات فئرانه في الصحراء المغربية فسيجد في استقبالها جيشنا الباسل ليلقنهم الدروس التي لم يتلقوها في العراق وسوريا واليمن . ولقد مرت قبل فئرانه في صحرائنا فئران ودول أخرى ككوبا وغيرها والتي تتاجر بالارتزاق بالحروب، فلم يجنوا سوى لهيب نار حامية ، وذاقوا مرارة الهزائم المتتالية لأن دون سيادة المغرب على كل ربوعه خرط القتاد.
وسوم: العدد 770