الخبير الأبرز في الشؤون السورية: لا حلّ، واللاجئون السوريون لن يعودوا!!
إضاءة ساطعة على الحرب الأهلية السورية الطاحنة، يقدمها الصديق السفير الهولندي الأسبق البروفيسور نيكولاوس فان دام، أبرز خبير في الشؤون السورية في كتابه الخطير «تدمير وطن- الحرب الأهلية في سوريا» الذي نشرت طبعته باللغة العربية قبل 5 أيامفي لبنان والذي يجيء بعد كتابه الواسع الانتشار «الصراع على السلطة في سوريا».
يخلص فان دام إلى عدة نتائج خطيرة جدا من متابعته للحرب السورية قالها لموقع «الصوت»:
أولها: انه لا يوجد حل في الأفق لسوريا!!.
وثانيها: إن اللاجئين السوريين لن يعودوا إلى بلادهم إلا لزيارة العائلة والأنسباء!!.
وثالثها: إن الدول العربية والغربية التي ساعدت المعارضة السورية، ساعدتها عسكرياً؛ لكن ليس الى درجة تمكنها من إسقاط النظام!!.
ورابعها: إنه من غير حوار واتصال بالنظام هناك ضمان للفشل، وإذا نشأ حوار فلا ضمان للنجاح!!
وخامسها: هو إما ان تكون قادرا على النصر، أو تقبل بحلول أخرى!!
ويؤكد: أن اكثرية المهجرين السوريين لن ترجع الى بلادها. فالقانون رقم 10 الذي صدر في سوريا يقول إن منزلك وممتلكاتك تُصادر إذا لم ترجع خلال ثلاثة أشهر. هذا يُشبه «قانون الغائبين» الذي أصدرته إسرائيل ويقضي بأن تفقد كل حقوقك في أرضك إذا غبت خمس سنين، ولكنني أمنعك من الحضور خلال هذه السنين.
يسأل نيكولاوس فان دام في مقدمة كتابه «تدمير وطن- الحرب الاهلية في سوريا»: هل كان يمكن تفادي الحرب الدامية فيسوريا أم لا، وهل كان يمكن توقّعها؟ والجواب هو أنّه ما كان يمكن تفاديها وكان يمكن توقّعها.
ويقول: لم يكن ممكناً توقّع أنّ ديكتاتوريّة ستتخلّى عن السلطة طوعاً نتيجة مظاهرات سلميّة، كما أنّه لم يكن من الممكن توقّع أن يتخلّى النظام طوعاً.
ويرى أن من أسباب فشل إسقاط النظام أن التدخّل العسكري غير المباشر من خلال تسليح مختلف الجماعات السوريّة المعارضة وتمويلها ودعمها سياسيّاً، كان كافياً لجعل النظام يترنّح، لكنّه غير كافٍ لإطاحته.
ويرى أنّه من خلال الإرادة المحدودة والوسائل المحدودة لا يمكن إلا أن تكون الأهداف المحقَّقة محدودة.
ويسأل السؤال الدامي: ألم يحنِ الوقت للاعتراف بأنّ الحرب على النظام السوري هي في مرحلة الخسارة؟ وإذا كانت النتيجة باتت بهذا الوضوح، فما الفائدة من الاستمرار فيها وسفك المزيد من الدماء؟
ويعتقد انّ الحرب ردّاً على فظاعات النظام استُهلّت، من دون وسائل كافية وتخطيط يسمح أيضاً بإمكان كسب هذه الحرب بالفعل. وكان على الدول المتدخّلة، قبل الانخراط في الحرب، أن تدرس الوضع العسكري بما يكفي للتأكّد من أنّ حلفاءها السوريّين يمتلكون حظّاً واقعيّاًّ بكسبها.
ويوجه البروفيسور فان دام إلى الحقيقة البارزة قائلا: النظام لا يستطيع البقاء في السلطة إلى الأبد، حتّى ولو أنّ شعاراته تؤكّد أنّه سيفعل، ومن مصلحته المساعدة في إنشاء سوريا جديدة شاملة لجميع السوريّين، بحيث يتمّ تفادي ثورة جديدة.
كنت استضفت صديقي البروفيسور نيكولاوس فان دام في منزلي في 6 كانون الأول 2015 بحضور السفير الهولندي ود.ممدوح العبادي ورياض أبو كركي والشيخ هاني الحديد وحمادة فراعنة والمهندس أحمد الحسينات وموسى الطراونة وعاصم العابد والمحامي د. إبراهيم الطهراوي والمهندس محمد الدلابيح وعدد من الأصدقاء. وها هي الأحداث، بعد 30 شهرا، تبين دقة استنتاجاته وتحليلاته وموضوعيته ونزاهته وحياده
وسوم: العدد 772