الدكتورة زوجة رفعت الأسد الخامسة
من فضائح الفساد المالي والخلقي..الى فضائح الفساد العلمي ..
الحلقة ٢ من سلسلة مقالات من أجل إعادة كتابة التاريخ
أعزائي القراء
الشهادات العلمية الرفيعة لم تستسن أحداً من آل الاسد فهي لصيقة بهم ذكوراً كانوا ام اناثاً ، وهذه واحدة من إناثهم التي منحت شهادة في طب العيون وهي لاتعرف من العيون الا اسماء كحلها وتهذيب أهدابها . فقد كتبت الدكتورة هيفاء بيطار عن (الدكتورة) زوجة (الدكتور) رفعت الاسد الرابعة او الخامسة والله اعلم فقد تاه الناس في اعداد زوجات ابطال الصمود.. قصة تكشف حصول احدى المحظيات الاسديات على شهادتهن العلمية الختم عليها مصنوع من احمر الشفاه فقالت :
أذكر حادثة من اهم الحوادث التي التصقت في ذاكرتي في اليوم الذي التحقتُ فيه بقِسم الدراسات العليا (لاختصاص العينية) في مشفى المواساة.
كان ذلك سنة 1985 حسب ما أذكر، في ذلك اليوم ذاته كان الهرج والمرج وعشرات الخدم والعاملين والموظفين يرتبون القاعة التي ستتم فيها مناقشة رسالة طبيبة العيون الزوجة رقم أربعة أو خمسة لرفعت الأسد يوم كان زوجها رفعت الأسد الحاكم الناهي لسوريا وحامل لقب القائد والرئيس الدموي لما سمي بسرايا الدفاع.
دعاني يومها رفاقي لحضور المناقشة. دخلت القاعة التي زينوا إنارتها بأضواء جديدة؛ فبدت القاعة تتلألأ كالشمس في خدر أمها روعة وجمالاً ، وكانت المنصة التي تضم أربعة كراسي أنيقة للأساتذة الذين سيناقشون الدكتورة زوجة الدكتور في موضوع تخرجها الأسطوري ، كطبيبة مختصةً في أمراض العين لم يعرف حتى الان كيف حصلت عليها ،فلم يتعرف عليها استاذ محاضر ولا طالب مجاور .
غصت القاعة بالشخصيات الفذة من كل حدب وصوب كما حضر بعض الطلاب ليتلقوا من علمها الرفيع ما يفيدهم في (مهنتهم
جلست الزوجة الدكتورة كملكة متوجة بين الجمهور وهي مبتسمة، بينما احضر الدكتور زوج الدكتورة اثنين من أولاده من هذا الزوجة المباركة ، لمتابعة مناقشة رسالة والدتهما ، والأهم أنه أحضر معه كلبين عملاقين، هما كلبا الحراسة اللذان لم يكونا يُفارقان السيدة الدكتورة الزوجة رقم أربعة او خمسة والله اعلم برقمها ، وفي زاوية القاعة ثمة طاولة تغص بأفخر الحلويات. ولفت انتباهي أن أطفال رفعت الأسد يلبسون لباسًا مُبرقعًا هو لباس سرايا الدفاع، وهوى قلبي ذعرًا من الكلاب العملاقة، وتساءلت ما الغاية من وجود كلاب لحضور مناقشة اطروحة التخرج؟ ، هل هي طريقة حديثة لادخال كلابهم ايضاً في قائمة افراد العائلة الذين سيمنحون شهادات علمية حيث سيدعى الكلب رومبا بالدكتور النقيب رومبا خريج كلية الهندسة العسكرية مثلاً ! وبالمناسبة فإن الزوجة لم تكن تداوم في قسم الشعبة العينية للاختصاص، ومدته ثلاث سنوات، بل كانت تحضر كل شهرين أو ثلاثة مع كلبيها العملاقين لحضور حصة دراسية ثم تغادر الفصل ،بينما كان الكلبان يدخلان معها حتى مدخل غرف العمليات. لا أفهم علاقتها العضوية الحميمة بالكلاب الأشبه بالذئاب !؟. ولم يجرؤ طبعًا أحد من الأساتذة على توجيه أي ملاحظة لها. وحين طبعت أطروحتها للتخرج والتي كتبها لها أحد الطلاب المتفوقين، طبعت رسالتها بالمخمل المكتوب عليه العنوان والاسم بماء الذهب.
جلست وسط حشد من الطلاب نراقب جميعنا قمة الذل ومهزلة المهازل، وهي الطريقة التي تمت بها مناقشة أطروحة الزوجة رقم كذا لرفعت في اختصاص العينية. الكل يبالغ في المديح ويُعظم كل كلمة كتبتها الحسناء، والكاميرات تصور لحظات المناقشة العلمية الفريدة، ثم غشيَ عيوننا “نورٌ ساطع أقوى من نور الكاميرات والشمس”، وإذا بالسيد- جزار حماة سارق بنك سورية المركزي وما حوله - يتقدم ليهدي زوجته الحاصلة لتوها على لقب (اختصاصية في طب العيون) حليةً من الألماس بمساحة راحة اليد بينما الوميض الذي يشع من الحلية الألماسية يُبهر العيون، ويبدو كشمس سخية في القاعة. وضجت القاعة بالتصفيق والمباركات، وتقدمت الممرضات يضيفن الحضور الحلويات الفاخرة. أما نظري فكان يتركز على الطفلين ثمرة زواج الحسناء الزوجة رقم أربعة أو خمسة من السيد المُطلق خارج أي محاسبة، وبين الكلبين العملاقين المخيفين. وحتى هذه اللحظة وبعد مرور عقود على تلك الحادثة لا زلت أتساءل: ما الغاية الحقيقية من إحضار كلاب عملاقة لحضور حفلة تخرج من الاختصاص، وما غاية السيدة (الدكتورة) والتي نادرًا ما داومت في المشفى من أن تُحضر كل مرة كلبين عملاقين كافيين بحجمهما العملاق لإثارة الذعر في النفوس. وكلما أصابني بهر من شمس الصيف، صفعتني ذاكرتي بمشهد البروش العملاق (رمز الصاعقة وشعار سرايا الدفاع) من الألماس الصافي الذي قدمه رفعت لزوجته حاملة لقب “طبيبة العيون” وهي التي لم تداوم يومًا في جامعة ولا تعرف حتى طريقها .
فكرت في أنه كان يجب أن تكون هنالك ضيافة خاصة “لسيادة الكلبين” المُقربين من السيدة الجميلة التي سرعان ما تزوج بعدها من شابة أخرى. ولكنني أظن أنها كانت تجد عزاءها في قطعة الشمس الألماسية رمز الصاعقة وسرايا الدفاع و التي أعمت عيون الحضور ببريقها.
انها الحادثة التي لا يُمكن أن تُنسى في حياتي والتي كادت ان تجعلني أغير اختصاصي في طب العيون وجعلتني أشعر بالقرف والنفور وبأنني يستحيل أن أنتمي لهذه الأجواء، وأنا أرى الأساتذة يذوبون رقة ومديحًا بزوجة رفعت (الدكتورة).
كان هذا يومي الأول في الاختصاص بطب العيون في مشفى المواساة في دمشق، وبقي سؤال يراودني : إلى متى سنتحمل كل هذا
اعزائي القراء
هذه هي الحياة التي كان يتمتع بها آل الاسد والذين لم يغتصبوا الحكم بدعم صهيوني وأمريكي وغربي خبيث الا من اجلها.
واخيرا اختم هذه الحلقة بما ختمت به الدكتوره هيفاء عن مشاهداتها لعرس مناقشة الدكتوراه : الى متى سيحتمل الشعب السوري كل هذا.؟؟
والى اللقاء مع حلقة اخرى: من اجل اعادة كتابة التاريخ .
مع تحياتي..
وسوم: العدد 773