ديكتاتوريون وظيفتهم إشغال الشعوب بلقمة عيشها ليتفرغوا لفسادهم وخياناتهم

اعزائي القراء 

الحيوان هو أولهم فهو في كل عرس له قرص ، ولكن سأتكلم اليوم عن تجربتي بليبيا القذافية وفِي أوائل حكم (الاخ العقيد).

ليبيا يومها لايزيد عدد سكانها عن ٣ مليون انسان إنتاجها من النفط في اعوام السبعينات من القرن الماضي ٣،٧ مليون برميل يومياً  بمعنى اخر كانت ميزانيتها تكفي دولة عدد سكانها ١٠٠ مليون انسان.

أيامها كنت متعاقداً مع وزارة الإسكان الليبية بمدينة الزاوية غرب ليبيا .ومن المفروض في تلك الايام ان يكون دخل الليبي الأعلى عالمياً والسلع والمواد على اختلاف أنواعها متوفرة في الاسواق بل مكدسة فيها. 

ولكن الواقع كان شيئا ً اخر.

السلع الغذائية الضرورية تكاد تكون مفقودة.

ونحن في مكاتبنا نعمل اذ بصوت ينطلق لأحد العاملين الليبيين : اخواني نزل الزيت للسوق الحقوا حالكم. فيترك الموظفون أعمالهم ويتسابقوا الى سوق المدينة.

وفِي يوم اخر ينادي المنادي: اخواني البصل نزل للسوق الحقوا حالكم ، فيتسابق  الموظفون والشعب الليبي الى السوق ليحجزوا بصلهم  و زيتهم وزيتونهم.

اخواني..

 هذا نموذج من الانظمة والتي يريد حكامها ان تبقي الشعوب بعيدة عنها حتى لاتفقه شيئا مما يعملون، فتلتهي الشعوب بهمومها اليومية بينما تلفزيونات النظام تصدح ليلاً ونهاراً بأغاني المديح للقائد و اسم سيادته  يملأ نشرات الأخبار ، في حين يئن  الآلاف المؤلفة من الأبرياء في سجون القائد والملايين تتسابق نحو لقمة عيشها ، اما مايكروفونات مخابرات القائد فكانت معلقة  في كل زاوية من زوايا شوارع العاصمة  والغناء (الوطني) ينبعث منها أغاني مقززة يحاولون غسل دماغ الشعوب بها ،كنت اسمعها وان في طريقي لعملي  فأصاب بالغثيان وهذه واحده من ارشيف هؤلاء الحكام  : دوس عل السارق والخاين .. و إللي ما عندو  مباديء .

تحياتي..

وسوم: العدد 775