تركيا افتهمنا ...ايران ليش ؟!

-         سيكون الفيديوالذي تباهى به  الرئيس صدام حسين  بلياقته البدنية اثناء عبوره لنهر دجلة سباحة رغم عمقه وقوة التيارفيه لاكثر من مرة  من عجائب التاريخ بالنسبة لأولادنا أو أحفادنا في السنوات  المقبلة , إذ إن هذا التباهي اليوم لم يعد دليل قوة ولا مؤشرا على عظمة هذا النهر بعد ان انتشر مؤخراً فيديو لاحد العراقيين مشمراً عن ركبتيه ينتقل ماشيا عبر دجلة من ضفة الى اخرى تقابلها ؟! الامر الذي  شغل  الراي العام العراقي واستنفر الحكومة والبرلمان والاعلام التي راحت تحذر من أخطار هذه الكارثة وتوجه اللوم الى تركيا مسببها .

-         تركيا التي انجزت سابقاً على نهر الفرات قرب مدينة حران عام 1992 سد اتاتورك

(احد اكبر السدود الركامية في العالم ) , والذي تسبب في نفس مشكلة دجلة اليوم وقامت

له وقتها الدنيا العربية التي سرعان ماقعدت ؟! انتهت مؤخرا من بناء

سد اليسوا (ثاني اكبر سد ) على نهر دجلة بالقرب من الحدود العراقية التركية ,وباشرت فعلا قبل ايام في حجز مياه نهر دجلة لملئ البحيرة خلف هذا السد , مما سبب نقصا حادا في كمية المياه المتدفقة باتجاه العراق وتسبب في انخفاض منسوب سرير النهر فيه اسوة بشقيقه الفرات قبل سنوات .

-         ترد تركيا على اتهامات الحكومة العراقية لها بأنها كانت قد أبلغتها قبل خمس سنوات عزمها على إنشاء هذا السد , وانها ايضا شرحت النتائج المترتبة عن تشغيله , كما نصحت الحكومة العراقية بإنشاء سد آخر في العراق يحتفظ بالكم الكبير من الفائض من المياه العذبة عبر اراضيها قبل دخولها الى البحر عبر شط العرب , ورغم أن هذا لم يجد آذاناً صاغية لدى الحكومة العراقية إلا أنه لم يمنعها وصحف عربية اخرى تساندها من الاستمرار بإلقاء كل تبعة تجاهلها على تركيا التي ترى أن من حقها ان تستثمر هذا الكم من المياه العذبة النابع من  أرضها لمصلحة شعبها .

-         في ذات الوقت عمدت إيران قبل أيام إلى قطع تدفق مياه نهر الزاب أكبر روافد دجلة عبر سدها في مدينة سردشت , مما أدى أيضاً الى إنخفاضٍ حاد في منسوب المياه الجارية إلى الشمال العراقي , الذي كان قد باشر مؤخرا استثمارهذه المياه في مناطقه من جهة وإمداد مناطق وسط وجنوب العراق بالفائض عن حاجته من جهة اخرى , وهو مادفع اهالي محافظة السليمانية للخروج بتظاهرات غاضبة ضد استخدام إيران للمياه كوسيلة للضغط على العراق .

-         مشكلة المياه بين كل من تركيا من جهة وسوريا والعراق من جهة اخرى في ما يتعلق بنهري دجلة والفرات ليست جديدة وقد أثرت دوماًعلى العلاقات السياسية بينهم فاتخذت طابع التهديد حينا والاتفاق احيانا اخرى , وكوننا نحن عامة الشعب في المنطقة العربية لاعلم لنا بما يدور في أروقة قصور الحكم من هذه الاتفاقات أو مايتبعها من اجراءات وسياسات ندفع ثمن سوءها أو نقصها  وحدنا دوماً, فانه يصبح من الصعب تحديد الجهة المتجاوزة من الجهة المتجاوز عليها إلا من ما نستنتجه من تصريحات كل طرف منهم , أميل انا شخصيا فيها اليوم الى الموقف التركي لما فيه من عقلانية وشفافية ومنطقية في مقابل ما أعلمه وخبرته من عنجهية وفساد العصابة الاسدية في سوريا والسفاهة الإيرانية وتبعية الحكومة العراقية لها , والتي صار القاصي والداني يعلم حجم الفضائح المالية فيها ,اذ ان كل واحدة من هذه الفضائح  كانت كافية لبناء اكثر من سد تنهي به هذه المشكلة اوعلى الاقل تخفف منها , هذه الحكومة التي بتنفيذها للأجندة الايرانية في العراق وبما تعبئ به اليوم الشعب العراقي من شعارات معادية لتركيا , في الوقت الذي تتغافل فيه عن تقصيرها وفسادها وتصمت وتنبطح لايران ,أوقعت شعبها (المتضرر الوحيد) في حيرة من أمره وأخرجته عن صمته المعهود امام كذبها وايران التي تدعي نصرتها لمظلومية الشيعة في العراق ليصرخ اليوم على لسان احدهم متسائلا :

 يابا افتهمنا تركيا ...ايران ليش  ؟!!!!!

وسوم: العدد 775