ثورةً .. لأجل ( تركيا – الوطن )
وفاءً لتركيا – الوطن، وإيماناً بدورها المركزي في المنطقة، تمَّ عقد الندوة الأسبوعية بتاريخ 2 – حزيران 2018، بدعوة كريمة من قبل د. بسام ضويحي، لمناقشة سُبُل التصدي لـ محاولة زعزعة الاقتصاد التركي، وآليات الوقوف إلى جانب تركياً، دعماً لاقتصادها ودوام استقرارها، عبر خطوات تطبيقية تُساهم - ما أمكن- في دعم تركيا وطناً وشعباً وحكومة.
وبعد أيّام من البحث والتحليل وتفنيد الآراء من قِبل نخبة من المختصين (باحثين وسياسيين وإعلاميين)، تمَّ إعداد التقرير الآتي من قبل د. لينة الحسن تحت عنوان :
ثورةً .. لأجل ( تركيا – الوطن )
ليست شعارات أطلقها أعضاء منتدى الفكر والتخطيط الإستراتيجي في مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية، وإنّما رسائل عربية، خطّتها أقلام حرّة بضمائر حيّة، تأنف الظلم وتنشد الحرية، مدفوعة بالحب حيناً ، والواجب أخرى؛ فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله..
وتمثّلا لحديث نبينا الكريم "المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا"، وحديثه صلى الله عليه وسلم: "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"... كانت ثورةً في مسارب الفكر، بحثاً عن سُبل الدعم لـ (تركيا – الوطن) الذي ينشده كل حرٍ شريف.. وطناً قوياً، ديمقراطياً، مُوحّداً.. تكالبت عليها قوى الشّر (أمريكية، غربية، صهيونية، وأبناء الدّار) !!
مؤكدين أنّ تركيا قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها في 24 حزيران/يونيو المقبل، بوصفها الأهم في تاريخ تركيا والمنطقة، تتعرض لـ (محاولة انقلاب خفي)، فاشل بكل المقاييس.
فتركيا اليوم ليست تركيا أمس، إنها واحدة من أغنى دول العالم ثقافيًا وتاريخيًا وجغرافيًا في العالم، مِمّا يجعلها تحتل المرتبة السادسة بين أفضل الوجهات السياحية عالمياً، فضلاً عن كونها قوى اقتصادية عالمية أزعجت الغرب الذين بدأوا يكيدون لها ليل- نهار، ظنّاً منهم أنهم يستطيعون إحداث فجوة بين العاشق والمعشوق، غافلين أو متغافلين عن حقيقة هذا (العاشق – الشعب) الذي فهم اللعبة مُسبقاً، فتمسّك بخياره الديمقراطي إبّان محاولتهم الفاشلة في 15 يوليو 2016، وها هو اليوم يلتحم مجدداً في سبيل تحقيق حلمه في استقرار (تركيا) أرضاً غير قابلة للتقسيم، واقتصاداً مقاوماً للزلازل، وديمقراطية يُبذل في سبيلها الغالي والنفيس.
انطلاقاً من الثوابت وحفاظًاً عليها، إيماناً بمكانة تركيا من العالمين العربي والإسلامي .. كانت المبادرة العربية (سَنَشُدُّ عضدَك تركيا)، مشفوعة بخالص الدعاء والمقترحات الآتية، تطبيقاً بعيداً عن التنظير
:
أولاً : مقاومة الزلزال الاقتصادي
أجمع المتابعون بداية أنَّ المساهمة في خفض الليرة التركية إثمٌ، وإنَّ ما يجري الآن هي حرب سياسية بلبوس اقتصادي، ولمواجهة ذلك تمَّ الاتّفاق على الحلول العاجلة التي قدّمها د. وصفي عاشور حيث:
أ- دفع زكاة الفطر من مدخرات الدولار وتعجيلها مباشرة بعد تصريفها إلى الليرة التركية.
ب- : تصريف عشرين بالمئة من مدخرات الدولار إلى الليرة التركية ومن استزاد زاده الله سبحانه.
ت- دفع زكاة الأموال كلها من مدخرات الدولار بعد تصريفها من الدولار إلى الليرة التركية.
ث- الامتناع عن شراء الدولار وجعل مدخراتنا من الذهب بدل الدولار.
ج- الامتناع عن كل ما يؤدي إلى انخفاض الليرة التركية من مضاربة أو غيرها".
ح- دعوة الدول العربية والاسلامية لتحويل جزء من أموال صناديقها إلى المصارف التركية الوطنية ودعوة كل المستثمرين والتجار وجمعيات الإغاثة، وعامة الناس للمبادرة إلى إيداع ما لديهم أو جزء منه من العملات الاجنبية في تركيا وتحويلها إلى الليرة التركية وهذا واجب شرعي وأخلاقي.
فضلاً عن توصيات أ. طارق الهاشمي نائب رئيس الجهورية العراقي الأسبق، و أ. أسعد مصطفى وناشطون آخرون، بالآتي:
خ- تشجيع وحث رجال الأعمال إلى زيادة مشترياتهم من المنتجات التركية على حساب مشترياتهم من دول الشرق والغرب.
د- الترويج للصفقات على أساس المقايضة بين تركيا والعالم العربي والإسلامي خاصة.
ذ- قيام الحكومة التركية بتقييم الليرة بما يعادلها من الذهب لتشجيع المزيد من الاستثمارات بالليرة.
ر- حث الدول ورجال الأعمال لضخ المزيد من الثروات بالعملة الصعبة في الاقتصاد التركي.
ز- حماية الاستثمارات للمستثمرين بالليرة التركية في البنوك التركية من التآكل كسياسة مطلوبة للأمد القصير .
س- اعتماد تركيا على الصناديق السيادية كسياسة يمكن اعتمادها في الامد البعيد .
ش- دعم رغبة تركيا عربيًا وإسلامياً في التبادل التجاري على أساس الدفع بالعملة الوطنية".
ص- جلب وتشجيع الاستثمارات الخارجية على مستوى شركات ورؤوس أموال كبيرة وتقديم التسهيلات لها.
ض- البحث عن حلفاء أقوياء في الخارج ليكونوا داعمين للاقتصاد التركي مقابل خدمات وتكنولوجيا وغيرها تقدمها الدولة التركية لهم.
واتّصالاً بالجانب الاقتصادي يأتي السياحي وما يمارسه المتآمرون للنيل من تركيا ومحبّيها، لذا كان لابد من حملة مضادة يقوم بها الأتراك والعرب يداً بيد نحو :
ثانياً : الترويح للسياحة في تركيا وفي هذا الصدد يُوصي أ. طارق الهاشمي بـ
أ- "عقد مؤتمر وطني عاجل لمواجهة هذه الحملة وابتكار افكار و رؤى ومحفزات غير تقليدية يجري اعتمادها في داخل تركيا وخارجها من أجل جذب المزيد من السياح في الموسم السياحي القادم، ويمكن أن يشارك في المؤتمر أكبر عدد من الشركات السياحية الوطنية والعربية والإسلامية إضافة لشركات العلاقات العامّة والدعاية".
ب- دعوة جميع الشعوب العربية والاسلامية للتوجه الى تركيا للسياحة بأشكالها التقليدية والثقافية وذلك عبر تحرك سريع اعلامي وعبر المؤسسات المختلفة.
ت- تنشيط الحركة السياحية ووضع البرامج والخطط للاستفادة من الحركة السياحية اقتصاديًا بشكل مباشر وسياسياً بشكل غير مباشر ،عبر فعاليات وبرامج مدروسة للنّخب والمؤثرين إعلاميًا وسياسيًا.
ثالثاً : مقاومة التضليل الإعلامي
تمَّ الاتّفاق على ما طرحه د. عطية عدلان ود. زهير سالم و أ محمد خير الموسى و أ. أسعد مصطفى وكثير من الأخوة الغيورين على (تركيا – الوطن) أنه لابدَّ من
:
1- إماطة اللثام عن المؤامرات الإقليمية كما العربية التي تستهدف تركيا أرضاً ومشروع أمة، سواء في بعض المنشورات الأسبوعية، أو البرامج في الفضائيات العربية والتركية سواء .. إلخ
.
2- نشر مختصرات للتجربة الديمقراطية لاسيما في السنوات الخمس عشرة الأخيرة، والشيء يُعرف من نقيضه، بين تركيا أمس وتركيا اليوم
!!
3- تسليط الضوء على دور تركيا الرائد في العالمين العربي والإسلامي، لاسيما مساهمات الرئيس المُنتخب، وحضوره الكبير بين قادة العالم، دفاعاً عن أمن تركيا وقضايا المنطقة وفي طليعتها الثورات العربية والقدس ومسلمي ميانمار.
4- إنشاء هاشتاج على الفيس ( سنشدُّ عضدّكِ تركيا )، يتم من خلاله حشد العرب كما أحرار العالم دعماً لتركيا الوطن، والمساهمة في نشر الوعي بالتجربة الديمقراطية التركية، وما تتعرض له من مؤامرات.
5- تشكيل مجموعات من أصدقاء تركيا (مفكرين واقتصاديين وسياسيين وإعلاميين) المقيمين في أوربا وأمريكا والشرق الاوسط لإبراز وجه تركيا المشرق وإنجازاتها
.
6- التواصل مع بعض منظمات المجتمع المدني من كافة الجاليات على الأرض التركية، تحريكاً لمجموعات ودية باسم الضيوف توزع الورود مع عبارات الشكر والاعتراف بالجميل ولاسيما في المناطق المختنقة باللاجئين مثل غازي عينتاب.
7- تقديم برامج توعوية للجمهور العربي في تركيا، مُسلطين الضوء على حساسية الوضع وضرورة التعامل الايجابي في المرحلة القادمة، فلا يجوز أن نلقي بظلال قضايانا وتطلعاتنا وهواجسنا على مشروع إخواننا الذين نحب، فنكون كمن قيل فيه : يريد ان يعربه فيعجمه !! وذلك من خلال احتواء الظواهر السلبية العفوية التي يمارسها أشخاص يحسبون علينا.
8- التّواصل الدّائم مع المفكرين الأتراك، وأصحاب التجربة الديمقراطية، تباحثاً معهم حول ما يستطيع العرب وكل حر تقديمه لتركيا - الوطن.
9- أمّا فيما يتعلق بالأخوة الأكراد فمن الممكن تحريك القيادات الشرعية والسياسية الكردية المشهود لها بالاعتدال سواء من تركيا أو العراق أو سوريا لمخاطبتهم، تخفيفاً لحدّة التوتر المفتعلة، ولعلَّ الشيخ الدكتور علي القره داغي والدكتور مصطفى مسلم وأمثالهم يسعون للتواصل مع بعض الرموز الكردية، وترتيب زيارة لرأب الصدع المزعوم، وإعادة اللحمة بين الشارعين التركي والكردي.
ليس إحساناً فقط، نهبُّ نصرةً لـ تركيا ملاذَ المُستضعفين والمظلومين.. وإنما إيماناً بحجم تركيا ودورها المحوري، بوصفها مشروع الأمة القادم .
حفظ الله تركيا وكفَّ يد المكر عنها، وأدام عليها امنها وأمانها ودوام استقرارها.
وسوم: العدد 775