هل "سلمية الإخوان أقوى من الرصاص"؟
كفرت بالديمقراطية عندما شاهدت السيسي يتلو بيان اﻹنقلاب!!
حالي في ذلك حال آلاف الشباب الذي تحمس لتجربة الصناديق بعد ثورة يناير ،،،
ثم جاءت "مجزرة رابعة" لتزيد على كفري بالديمقراطية "كفري بالسلمية " و أنا أرى أجمل و أرقى شباب في مصر و ربما في العالم يحرق بنيران العسكر و يعدم بدم بارد،،
لكن هذه التجربة على قساوتها جعلتني أكبُر في تفكيري و تجربتي من شاب في مطلع العشرين الى كهل شارف على الخمسين!!
لأن دماء اﻷنقياء في رابعة و سواها تختصر المراحل و تطوي تجارب عقود من الزمن لتهيئة جيل بأكمله من الشباب المسلم لمعركة التحرير الكامل للأرض و اﻹنسان.
بعد ذلك كله بدأت أفهم و أدرك تلك العبارة الخالدة التي أطلقها "#مرشد_اﻹخوان" بعد اﻹنقلاب (سلميتنا أقوى من الرصاص) ،،
فتبادر الى الذهن جملة من الأسئلة الموضوعية:
* من أين سيأتي اﻹخوان بالرصاص لو ابتعدوا عن سلميتهم ؟
* هل الذي سيعطيهم الرصاص الكافي لدحر اﻹنقلاب سيترك قرارهم مستقلا ؟
* اي الخيارين أقل كلفة و ثمن (السلمية ام الرصاص)؟
* كيف ستكون موازين القوى في ظل معطيات موضوعية أهمها ان الأخوان عبر تاريخهم لم يكونوا (حملة سلاح) و لا مدربين على ذلك و يعرّفوا أنفسهم بأنّهم تنظيم دعوي سلمي لا يؤمن بالعنف مع الأنظمة؟
أما السؤال اﻷخطر ؛ أليس طريق الرصاص هو أقصر الطرق لتدويل القضية و جعلها مادة دسمة على مائدة الدول الكبرى؟
عندها سيكون "اﻹخوان" مضطرون للخضوع لإملاءات الخارج و الدخول في نفق تفاوضي يساوي بين الظالم و المظلوم و أحيانا يجبر المظلوم على تقديم التنازلات للظالم بهدف الوصول الى تسويات مجحفة بحجة وقف نزيف الدم !!
الأمر ليس سهلاً...و ترسيخ هذا الفهم في عقول من تعرض للقتل أو السجن أو المطاردة ليس بالأمر الهيّن.
كثير من الشباب فارقوا فكر الإخوان و منهجها لإعتقادهم بأن منهج الإخوان السلمي لا يناسب تلك الأنظمة المستبدة.
فاستخدمت بعضهم تلك الأنظمة بعد جنوحهم للعنف في ترسيخ استبدادها و جعلوهم (شماعة) لبقاءها.
ما فهمته و ما زلت أفهمه من أدبيات الإخوان أنهم يؤمنوا بالإصلاح و التغيير المتدرج بدون عنف و لا دماء. يُستثنى من تلك المعادلة العدو الصهيوني فقط.
و هذا (مكمن) قوتهم و (سر) ديمومتهم عبر عقود
بل إن دماء أخواننا الشهداء على مذبح الحرية هي باعث للإنتاج و العمل و البناء و الإزدهار.
و لنا في تجربة الإتراك عبرة, فقد نالهم من الإنقلابات ما نالهم و ذاقوا من ويلات العسكر ما ذاقه الإخوان في مصر و ربما أكثر.
لكنهم حافظوا على سلميتهم و لم ييأسوا.
نعم ... (سلمية الإخوان) أقوى من (رصاص العسكر)
ليس مجرد شعار بل حقيقة و نهج نؤمن به.
"من يريد أن يحمل السلاح فعليه أن يدرك أن قراره أصبح بيد من يعطيه السلاح."
" و من يريد حمل السلاح عليه أن يضمن أن تكون موازين القوى في صالحه و يكون قادر على الحسم".
بالأمس حكم القضاء المصري على فضيلة المرشد العام الأستاذ الدكتور محمد بديع بالإعدام.
و بالأمس الأبعد , قدّم فضيلة المرشد أحد أبناءه شهيدا بعد الإنقلاب.
و لا يزال الفهم راسخ و الرؤية ثابتة.
#سلميتنا_أقوى_من_الرصاص
#يسقط_حكم_العسكر
وسوم: العدد 783