الهجمة المرتدة
لا يزال عندي يقين بعون الله أنّ ثورات الربيعي العربي لم تمت رغم أنّ الأنظمة فعلت المستحيل لإقناع الناس بذلك و إيصالهم إلى مرحلة الإحباط و اليأس من أيّ تغيير إيجابي محتمل .
لكن كل عوامل الثورة و الغضب متوفرة من انهيار للأوضاع الاقتصادية للفساد الغير مسبوق و القهر الذي تجاوز الحدود و الاحباط الذي قد يتحول في اي لحظة لإنفجار كما حدث في تونس عندما أحرق بائع الفاكهة البوعزيزي نفسه عندما ضربته شرطية وقالت له ( ارحل ) فتحولت الكلمة لثورات عارمة في أوطاننا ثم لأيقونة للربيع العربي كله .
و لأننا حديثي عهد بالحرية و لم نعشها مسبقا في عصورنا المتأخرة فقد خدعنا من الثورة المضادة و انقضت على الثورات تأتي عليها الواحدة تلو الأخرى .
لكني متيقن - بإذن الله - من أنّ النصر قادم و الموجة أو الهجمة المرتدة في الطريق و الاشتعال اليومي للأحداث في المنطقة دليل على ذلك و صراعات السلطة و النفوذ الدائرة حاليا لن تظل الشعوب فيها بموقع المتفرج و في لحظة ما سيكون بوعزيزي آخر دون أن يحرق نفسه هذه المرة و لكن يحرق الظالمين و الفاسدين .
إنّ الأمانة التي في أعناقنا و التي سنسأل عليها يوم القيامة هي التجهيز لهذه المرحلة و الاعداد لها و الاستفادة من أخطاء الماضي و الاعداد للمستقبل و معاركه الكبيرة و الكثيرة ، و للأسف حتّى الآن هناك تقصير بشع في هذا الجانب من النخب القائدة أو الواعية بطبيعة المعركة سنحاسب عليه جميعا أمام الله و أمام أمتنا و أمام التاريخ .
وسوم: العدد 794