"الإخوان" ترد على تصريحات الجبير: "فكرنا حاجز ضد التطرف"
هجوم عادل الجبير على الإخوان قنبلة دخان لتغطية جريمة قتل "خاشقجي"
علاقة الإخوان بالنظام السعودي توقفت منذ عهد الملك فهد.. وقلوبنا مفتوحة على الجميع
لولا فضل الله ثم فكر الإخوان ما استقر الوضع في المملكة العربية السعودية
محاولات القضاء على الإخوان فشلت فشلا ذريعا وستظل الجماعة قائمة على فكرها الصحيح
من يفكر في التفريط بالقدس سيفرط في الحرمين ويهون عليه الحافظ على وطنه
نرحب بكل نقد موضوعي وبناء لفكر الإخوان وندعو الجميع لإسداء النصائح المخلصة
استنكر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، التي قال فيها إن الإخوان هم أجداد التنظيمات الإرهابية مثل "القاعدة" و"داعش" وغيرهما، وأنها تهدف لنشر الفوضى، بحسب زعمه.
وقال في مقابلة مع "عربي21"، :"لصالح من كل هذه الافتراءات وحملات التشويه والمغالطات الكاذبة والفارغة؛ فالعالم يشهد بأن فكر الإخوان لا يمت بأي صلة لفكر أي تنظيمات متطرفة، لأن فكرنا كان ولايزال وسيظل هو الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل، والذي يلفظ تماما كل ما هو تطرف أو عنف بأي صورة من الصور".
وأشار إلى أن "فكر الإخوان منشور بكل تفاصيله وأبعاده وبكل ما فيه على العالم أجمع، إلا أنه يبدو أن معالي الوزير عادل الجبير لم يقرأ التاريخ وحقائقه، ولم يقرأ حتى تاريخ دولته، أو يطلع على تصريحات قادتها وعلمائها المنصفين ومنهم المرحوم الملك فيصل في الإشادة بفكر الجماعة ودورها"... وأضاف: "فكر الإخوان هو الذي تصدى للهجمات على المنطقة كلها، وفي القلب منها المملكة السعودية، خلال فترة الستينيات والسبعينات، حيث واجهنا الأفكار والهجمات الماركسية والشيوعية والبعثية والقومية والناصرية، ولو عاد الوزير إلى وثائق دولته لأدرك أنه لولا فضل الله ثم فكر الإخوان لما استقرت الأمور في السعودية والمنطقة كلها".
وأكمل: "وبالتالي، فمثل هذا الكلام الذي يُقال من وقت لآخر هو كلام مؤسف ومحزن وغير مقبول تماما؛ فالخليج بأسره يدرك جيدا أهمية الدور الذي لعبته جماعة الإخوان في حماية أبنائهم من التأثر بالأفكار التي كان بها غلو وتطرف وتشدد. أما إن كانوا قد نسوا أو تناسوا ذلك فما علينا إلا أن نذكرهم. والتاريخ خير شاهد عليهم وعلينا".
وتابع:" الدنيا كلها – باستثناء عسكر مصر ومناصريهم في المنطقة- تقول إن فكر الإخوان كان حاجزا ضد التطرف، وقد شهدت بذلك التحقيقات البريطانية وغيرها، ونقول لهؤلاء اقرأوا تاريخ دولتكم أولا ثم قولوا كلمة الحق، ولو كانت مُرة، دون أن تضللوا أو تزيفوا على الناس الحقائق الناصعة البياض".
وردا على توعد عادل الجبير بـ"القضاء على الإخوان"، خلال مؤتمر المنامة الأمني، أمس السبت، وأن السعودية تعمل مع شركائها بالمنطقة والعالم في هذا الصدد، ذكر "منير" :" فليقولوا ويفعلوا ما يشاءون، فالأمر أولا وأخيرا بيد الله سبحانه وتعالى، إلا أنهم مهما فعلوا أو قالوا فلن تتوقف حركة الإخوان عن خدمة أوطانها ودينها وشعوب أمتها، كما لن تتوقف أو تتراجع مسيرة الدعوة، بل على العكس هي الآن تنهض وتجدد انطلاقتها لتقدم الخير والعطاء لأمتها"...
ونوه نائب مرشد الإخوان إلى أن "ما تتعرض له حركة الإخوان حاليا ليست هي الهجمة الأولى على الإخوان، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، فمن سنن الكون التدافع بين الحق والباطل"، مؤكدا أن "الحق سيبقى وينتصر في نهاية المطاف، طال الزمان أم قصر، (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)".
وأكمل: "محاولات القضاء على الإخوان قام بها سابقا بعض الطغاة والمستبدين، وفشلوا فشلا ذريعا وخاب مسعاهم، بينما ظلت جماعة الإخوان ثابتة وعلى فكرها، متجذرة في قلوب المؤمنين بها وقلوب شعوبها، ولم تذهب لليمين أو اليسار، وتصدت للأفكار التي اجتاحت الأمة، والتي كانت غريبة علينا جميعا، ولفظتها المجتمعات بفضل الله ثم بفضل فكر الإخوان. وليت هؤلاء يتعلمون ويدركون الحقائق ويعلمون أنهم سيلقون الله يوما ما".
وتابع: "لو أدرك هؤلاء حقيقة فكر الإخوان لكانوا أول المدافعين عنه. ويبدو أن البعض يدرك ذلك جيدا في قرارة نفسه إلا أن الأوامر والتعليمات التي تأتيه من جهات بعينها هي التي تدفعه للقيام بمثل هذه التصرفات الرعناء وإطلاق مثل هذه التصريحات الجوفاء".
ودعا "منير" المسؤولين السعوديين وغيرهم ممن لهم موقف مناهض لفكر الإخوان- إذا ما كانوا مخلصين فيما يدعون- إلى قبول المشاركة في ندوة ومناظرة عالمية وعلنية أمام العالم كله لمناقشة فكر الإخوان نقطة نقطة"، مضيفا:" نحن مستعدون تماما لمثل هذه الندوة والمناظرة العالمية -حال الاتفاق عليها- لبيان هل فكر الإخوان خطأ أم صواب، وليحكم الناس بيننا".
وقال: "هذا تحدٍ لصالح الأمة والإنسانية والحقيقة، فنحن أبدا لا نتحدى أحدا بالسلاح ولا نكذب على أحد. ولكن بيننا وبينهم فكرنا الصافي الواضح نعرضه أمامهم وأمام العالم أجمع في ندوة ومناظرة على مرأى ومسمع من الجميع؛ ونرفض إطلاق الاتهامات جزافا أو ترديد أباطيل هم يعرفون في قرارة نفسهم أنها غير صحيحة تماما، بينما نرحب بكل نقد موضوعي وبناء لفكر الإخوان، وندعو الجميع لإسداء النصائح المخلصة".
وبسؤاله عن طبيعة العلاقة بين السعودية والإخوان في أعقاب انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، أجاب: "ليست بيننا وبين النظام السعودي أي علاقة أو حوارات لا قديمة أو جديدة، وذلك منذ عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي كان رجل دولة وكان لديه الاستعداد للاستماع إلى الجميع كغيره من زعماء العالم، أما من جاءوا بعده فللجميع لهم مالهم وعليهم ما عليهم".
واستطرد قائلا: "نؤكد أنه لا توجد بيننا وبينهم أي لقاءات أو مشاورات، وليست بيننا وبينهم شيء، ونرجو لهم الهداية ولشعبهم وشعوب الامة كل الخير، ومع ذلك فإن أيدي وقلوب الإخوان مفتوحة على الجميع، ونأمل ونرحب بقيام الآخر بتصحيح مساره ومعالجة أخطائه التي تسببت في قتل وتشريد وتعذيب الكثيرين، فمليارات السعودية والإمارات كان من الأولى أن تُصرف على فقراء العالم الإسلامي لا أن تُعطى لقتلة وسفاحين".
ولفت إلى أن "سبب الهجمة السعودية الآن على الإخوان تأتي في سياق فشل خطة قتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فهم يحاولون إلهاء الناس بقضايا أخرى وصرفهم عما يجري في المنطقة ومن دعم للثورة المضادة، ويحاولون التستر على الجريمة -التي وصفوها هم بأبشع الصفات وفي مقدمتهم الجبير نفسه- بإطلاق قنابل دخان جديدة، ليزعموا في النهاية أن الإخوان هي من قتلت خاشقجي وأضاعت فلسطين".
وعن أسباب الهجوم السعودي المتكرر على جماعة الإخوان، قال:" المسؤولون والكتاب الذين يقومون بهذا يخشون من فكر ينادي بالحرية والديمقراطية والعدالة ليأخذ كل مواطن حقه من خيرات بلده والاقتناع بما يشاء ويعبد الله بالطريقة التي يرى أنها صحيحة، ليصبح المواطن شريكا في صناعة قرار بلده لتحقيق الاستقرار والسلام، ويخشون من فكر يدعو لحفظ حقوق الناس الداخلية والخارجية، وأن يعيش الجميع كالأحرار لا كالعبيد
وشدّد "منير" على أن "جماعة الإخوان تتعامل بوضوح وشفافية تامة، ولن تبيع فكرها لأي أحد، ولن تعطي قرارها لأي أحد، وستظل قائمة على فكرها، ماضية في طريقها".
واختتم نائب مرشد الإخوان حديثه الخاص لـ"عربي21" بالقول:" رحم الله المرحوم جمال خاشقجي الذي قال إن من يفرط في القدس سيفرط في الحرمين، ومن هنا فما أهون عليهم أن يفرطوا فيمن أسدوا لهم الجميل، وحافظوا على أوطانهم، وأعطوا لهم خير نصيحة".
وسوم: العدد 796