أيّهما أحقّ بالبكاء : مَن خَسر الأصوات ، أم من خَسر الأخلاق !؟
التصويت في الانتخاب ، رأي ، يخضع ، لعقل المرء وضميره ! لايحاسَب عليه الإنسان ، في الدنيا ، لكنّ الله يحاسبه عليه ، في الآخرة ، ويحاسبه على ماوهَبه من عقل ، يَميز به الخطأ من الصواب ، والحقّ من الباطل ، والخبيث من الطيّب !
وما نحسبنا بحاجة ، إلى تذكير الناس ، في بلادنا ، بأنماط الانتخابات ، التي تجرى ، في ظلال الأنظمة الاستبدادية ، القائمة ! فهذه الأنماط معروفة ، للقاصي والداني ، ممّن يحيَون ، تحت سيطرة تلك الأنظمة !
إنّما نؤكّد ، على ضرورة المشاركة ، في الانتخابات الحرّة النزيهة ، بأنواعها ، ومستوياتها ، في أيّ موقع ، من بلادنا ، لاتحكمه الأنظمة المذكورة !
ونحن ، هنا، نسعى ، إلى تذكير المواطنين العقلاء ، المخلصين، بمسؤولياتهم، أمام ربّهم ! فمن اعترض، على هذا التذكير؛ لأنه يرى ، ألاّ جدوى منه ، انطلاقاً من تجارب شخصية ، أومن أسباب أخرى .. فهو حرّ في رأيه ! ونرجوأن يقدّم كلّ من إخواننا، الرأيَ ، الذي يراه الأصوبَ والأجدى ، في تحسين وضع البلاد والعباد ، في وطننا الذي هو بيتنا ، جميعاً ! فهذا التذكير بالمسؤولية ، مِن قِبلنا ، هو كلّ مانستطيعه، في مسألة الانتخاب ! والشاعر يقول :
أمّا مَن نحدّثه : عن الممكن ، والمستطاع ، والمتاح.. ويحدّثنا عن: الواجب والمفروض..فندعو له بخير، ونرجو، أن يحقق الله ، على يديه ، الخير، للوطن وأهله ، وللأمّة ، جميعا ! وسبحان القائل : ( ولكلِّ وجهةٌ هوَ مُوَلّيها فاستبِقوا الخيرات) .
وما دمنا بصدد التذكير ، بضرورة المشاركة ، الفاعلة النزيهة ، في الانتخابات..فلا بدّ من أن نذكّر، بحالة ، غير نادرة ، في الانتخابات؛ بل تكاد تكون مألوفة ، في ذاكرة كلّ من عاش مثيلاتها ، في ظلّ الأنظمة ، الآنف ذكرُها !
ونتساءل ، هنا ، بين يدي هذه الحالة : القصّة ، أو الطُرفة : أيُّهما أحقُّ بالبكاء !؟
نجح أحدُهم ، في أحد الانتخابات ، بالكذب والخداع ! ثمّ داعب صاحبَه ، الذي لم ينجح ، قائلاً: أتبكي، لعدم النجاح؟ فقال صاحبُه : أحَقُّنا بالبكاء ، مَن خَسر أخلاقه ، وثقَة الناس به ! أمّا أنا ، فما خسرت شيئاً، والموقعُ الهزيل، لاقيمة له عندي ! وقد ربحتُ ؛ لأني عرفت حقيقتك ؛ فهذه معلومة هامّة ، جدّاً ، لديّ ! ولوبكيتُ على شيء ، هنا ، لبكيتُ على أخ، أحسنتُ الظنّ به ، وتمنّيت له الخير..فأسقَط نفسَه عند الله ، وعند الناس!
وسوم: العدد 796