المواجهة الإسرائيلية مع إيران في سوريا مستمرة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية: إن الهجوم الصاروخي الذي قمنا أول أمس على مطار دمشق الدولي استهدف مخزن أسلحة تابع لإيران، وفي الجلسة الأسبوعية التي عقدتها الحكومة الإسرائيلية قال "نتنياهو": إن إسرائيل أثبتت بشنّ هذه الهجمات أنّها ستقوم باتخاذ إجراءات أخرى ضدّ إيران في سوريا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الهجوم الأول الذي تشنه إسرائيل بعد ساعات من بدء جولة مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى إسرائيل.

في الواقع، يأتي الإعلان عن العملية العسكرية وفق سياق الحرب النفسية بين إسرائيل وسوريا، حيث أعلنت الحكومة السورية نفسها أن ثمانية صواريخ إسرائيلية أُطلقت على مطار دمشق، وأن ستة منها بادعاء السوريين قد تم اعتراضها وتفجيرها في الجو، والاثنان الباقيان لم يتمكنا من إصابة هدفهما، وربما أصابا مستودع الأسلحة الذي تم الحديث عنه سابقاً من جانب إسرائيل، حيث ذكرت إسرائيل أنها استهدفت مركزًا للأسلحة الإيرانية.

ما يجري في واقع الأمر لا يمكن فصله عن قضايا أخرى في المنطقة، مثل زيارة السيد "بومبيو" إلى الدول العربية الثمانية في المنطقة، والتي تعني إعلان استمرار استهداف الأهداف الإيرانية في سوريا، وهذا كله يتماشى مع جهود "بومبيو" في المنطقة لحل الخلافات بين الدول العربية، وتشكيل جبهة موحدة ضد إيران. والدليل الذي يدعم هذا هو أنه في اجتماع دعت إليه الولايات المتحدة حلفاءها في "وارسو" في شباط (فبراير) المقبل، حيث دُعيت إسرائيل إلى هذا المؤتمر، وبالتالي يتأكد الاعتقاد الجازم بأن إسرائيل بدأت فعلياً في تطبيق التحالف ضد إيران، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بمثل هذه الهجمات. فما هو هدف إسرائيل؟ في الواقع قد يكون الهدف وفق ما صرح به القادة الإسرائيليون بأن تعزيز إيران لوجودها العسكري عبر اعادة الانتشار عبر الجغرافية السورية، (حيث أنفقت إيران 16 مليار دولار في سوريا على مدى السنوات السبع الماضية، وتمكنت من إنشاء قواعد لنفسها هناك)، فالهجمات التي قام بها الإسرائيليون حتى الآن تحول دون بين إيران وتحقيق أهدافها.

المصادر الإسرائيلية تشير إلى تمكن "قاسم سليماني"من تأسيس قواعد عسكرية إيرانية يديرها بنفسه، وهذه القوات قوامها حوالي 11000 من المليشيات والتنظيمات، فضلا عن وجود 3000 مقاتلا من قوات الحرس الثوري الإيراني، والقوات الخاصة وكذلك 8000 مقاتلا من حزب الله في لبنان وفق هذه المصادر. وتعتقد تل أبيب كذلك بأن هجماتها هي التي منعت إيران من تشكيل قواعدها الخاصة ونشر قواتها في المناطق التي تريدها في مناطق جنوب سوريا المحاذية لها.

بموازاة ذلك ركز وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" الذي يواصل زيارته إلى الشرق الأوسط وقال في مؤتمر صحفي في قطر: "نحن نريد لإيران أن تتصرف كدولة طبيعية في المنطقة". كما تحدث السيد "بومبيو": عن الخلاف بين المملكة العربية السعودية وقطر وتأثير النزاع بينهما في مواجهة إيران قائلاً " عندما نعمل جميعًا سنكون أكثر قوة، وعندما تكون لدينا تحديات مشتركة في المنطقة وفي العالم، فلن يكن نظام الجدل بين الدول فعالاً ونأمل أن تزيد الوحدة، وتتعمق العلاقة بين دول الخليج في الأيام والأشهر المقبلة لتعزيز التحالف ضد إيران.

فمن المؤكد أننا سنشهد خلال الفترة القليلة القادمة تبلورا لتكتل جماعي (ناتو عربي موسع  مع إسرائيل) لتعزيز الفرصة في مواجهة إيران من خلال بناء تحالف إقليمي لمواجهة إيران تحت الرعاية الأميركية المباشرة.

وسوم: العدد 807