أيّ الظالمين يُجاب دعاؤه ، على مَن هو أظلمُ منه ؟
في أحد الأقوال الدارجة : الطارد يصيح : يا ألله .. والمطرود يصيح : ياألله ! فلمن يستجيب الله ؟
أنواع الظلمة كثيرة :
ظالم لنفسه : وظلمُ النفس ، هو أكثر أنواع الظلم ؛ فقلّما يخلو إنسان ، من ظلم نفسه: بمعصية، أو تقصير عن واجب ، أو نحو ذلك !
وظالم لغيره ، بين : قتل ، وسرقة ، وغشّ ، وشتيمة ، وغيبة .. وغير ذلك !
والأسئلة المطروحة المتنوّعة ، التي تحتاج إجابات متنوّعة ، هي كثيرة ، منها:
إذا طغى ظالم ، شديد الظلم ، على ظالمين ، أقلّ منه ظلماً .. ودعا الظالمون الصغار، المظلومون ، على الظلمة الكبار.. فهل يُجاب دعاؤهم ؟
إذا كان أحدهم قاتلاً مجرماً، شديد الظلم.. وضحاياه ظالمون ؛ كلّ منهم ظالم، بطريقة معيّنة، ودَعوا الله ،عليه.. فهل يُجاب الدعاء ؟
القاتل : إجراماً ، وتعنّتاً ، وتجبّراً ..
والقاتل : باجتهادات فاسدة ، يصرّ عليها ، بعد أن يُنصح بتركها ، ويبيّن له فسادها !
والقاتل : تأييداً ، لصاحب الاجتهاد الفاسد ، بسبب حظوة ، أو دالّة ، أو قرابة ، أو رغبة ، أو رهبة .. !
والقاتل : صمتاً ، على اجتهاد المجتهد الفاسد : رغَباً ، أو رهَباً ، أو مسايرة ، أو مجاملة !
والقاتل : قتلاً مباشراً ، متعمّداً ؛ تقرّباً إلى الله ، باجتهاد ليس مؤهلاً له ، ويرفض سؤال أولي العلم !
والقاتل : انسياقاً ، وراء القاتل المباشر، دون تبصّر؛ بل اندفاعاً ، تحت شعار برّاق .. ويدعى هذا ، عادة ، مغرّرا به ، برغم النصائح الكثيرة ، التي يسمعها ، ممّن هم أعلم منه ، وهو يَعلم أنهم أعلم منه !
والنماذج كثيرة ! والسؤال الذي نعيده ، هنا هو: هل يجيب الله ، دعاء ظالم حقيقي ، يدعو على ظالم ، هو أظلم منه ، وأشدّ بغياً وعتوّاً !
وسوم: العدد 811