هل تقنع موسكو بميناء طرطوس أم ستجعل منه مسمار جحا؟!
لقد عودتنا موسكو على الاحتلال الخشن المصحوب بفواجع وشروخ وجروح لا تندمل فما الذي دفعها للتحول إلى الاستعمار الناعم السلس؟
موسكو بعد أن دمرت وقتلت ومكنت النظام ونمرود الشام من إطالة عمره ونظامه تريد أن تغنم قطعة دسمة من الكعكة السورية، مستغلة ضعف النظام وهوانه وحاجته إليها في بقائه أطول مدة ممكنة، فاختارت ميناء طرطوس ليكون من حصتها تحت مسمى "عقد استئجار ل(49) سنة"، وعينها على المياه ما وراء ميناء طرطوس التي تكتنز ثروة هائلة من الغاز والنفط هي الأولى في العالم!
قناة روسيا اليوم نشرت معلومات عن مرفأ طرطوس مفادها أن مساحته حاليا 3 مليون متر مربع، منها 1.8 مليون ساحات ومستودعات وأرصفة والباقي أحواض مائية.
وذكرت القناة "أن مرفأ طرطوس المتوقع استثماره من قبل روسيا الاتحادية، بحاجة لتأهيل من جديد وأن معظم الآليات فيه غير جاهزة".
كما نقلت القناة عن خبير لم تسمه قدّم معلومات حول المرفأ من أبرزها أن فيه 5000 عامل وهو رقم هائل مقارنةً مع مرفأ “نوفوروسيسك” الروسي الذي يعمل فيه 600 عامل فقط.
وبحسب الخبير فإن المكان الذي يحتاج إلى عامل واحد يوجد فيه نحو ستة عمال، وهذا يؤكد على عمق الفساد المستشري في هذا الميناء الحيوي بالنسبة لسورية في عهد نظام الأسد المشؤوم أسوة بباقي الموانئ والمنشآت الحكومية القائمة.
وقالت القناة أن وضع العمال كان أحد الخلافات الرئيسية في مفاوضات توقيع العقد بحسب الخبير الذي أشار إلى وجود حل مقترح يقضي بالإبقاء على 36% منهم وتحويل الآخرين إلى جهات حكومية أو إحالة بعضهم للتقاعد.
موسكو التي تعرف من أين تؤكل الكتف أرادت أن يكون العقد على صيغة استثمار وليس استئجار
لأن الاستئجار يخرج المرفأ خارج السيادة السورية، وبالتالي لا تريد أي اشكالات قد يسببها العقد في قابل الأيام بعد تخليها عن الأسد ونظامه مع لون وشكل الحكم الذي سيأتي بعد الأسد ونظامه.
وقد حددت مدة الاستثمار ب(49 عاماً) لأن العمر الزمني للإنشاءات المعدنية في البحر هي 50 عاماً وبعد ذلك تحتاج إلى تأهيل، ولهذا جعلت العقد 49 عاماً.
لا نعرف شيئاً عن نوايا موسكو في سورية، إلا أن ما فعلته في سورية يدل على أن هناك الكثير والكثير من الأطماع التي تتستر عليها لتنفرد في القرار الأول والمؤثر، فهل ستكتفي بميناء طرطوس أم لها مآرب أخرى وقد جعلت من ميناء طرطوس (مسمار جحا) ؟!
وسوم: العدد 822