من الآن أعدي نفسك للزواج
تركت سعاد بيتها قادمة إلى بيت أهلها بعد شجار حاد نشب بينها وبين زوجها خالد .
كانت سعاد تبكي وهي تشتكي زوجها الذي صرخ في وجهها وهو يوبخها ويتهمها بالإهمال .
سألتها أمها عن سبب توبيخ خالد لها واتهامها بالإهمال ، فقالت : وضعت قدر الطعام على موقد الغاز ، ثم اتصلت بي جارتي ودعتني لتناول فنجان قهوة عندها ، فذهبت إليها وقد نسيت القدر فوق نار الموقد المشتعلة ، وحين عاد زوجي إلى البيت لم يجدني فيه ، ووجد الطعام في القدر قد احترق والأدخنة تملأ البيت كله .
كانت هدى ، شقيقة سعاد الصغرى ، غير المتزوجة ، تستمع إلى هذا كله ، وما كان منها إلا أن ذهبت إلى غرفتها ، وأخرجت دفتراً صغيراً كتبت فيه ما يلي :
ينبغي عدم الخروج من البيت إلا بعد التأكد من إطفاء موقد الغاز .
على الزوجة أن تحرص على البقاء في بيتها في وقت عودة زوجها إليه .
توفير طلبات الزوج وحاجاته من طعام وغيره مقدم على تلبية دعوة أو القيام بزيارة .
هكذا كان دأب هدى التي عزمت على إعداد نفسها لحياة زوجية ناجحة ؛ فكانت تسجل في دفترها كل ما تستفيده من أخطاء غيرها في الزواج ، حتى امتلأت صفحاته بالدروس والعظات التي استفادتها مما تسمعه أو تحضره من تجارب غيرها في الزواج .
وهذا ما أرجو أن تفعليه أنت أيضاً يا ابنتي ، فتخصصي لك دفتراً تسجلين فيه كل ما تستفيدينه من علم ومعرفة وتجربة يعينك الله بها على النجاح في حياتك الزوجية المقبلة إن شاء الله .
وأول مصادر هذا العلم تجدينه في والديك ، فإذا ما وجدت والدك مستمتعاً بطبخ والدتك ، معبراً عن ثنائه عليه ، ومردداً رضاه عن أمك ، فلا تترددي في أن تسجلي في دفترك : الزوج يرضى عن زوجته التي تطبخ له طعاماً طيباً .
وثاني مصادر هذا العلم تجدينه في الكتب والأشرطة التي يضع فيها مؤلفوها ومعدوها خلاصة خبراتهم وتجاربهم ، فيحسن أن تقرئي تلك الكتب وتسمعي تلك الأشرطة وتلخصي ما جاء فيها في عبارات تكون لك معالم على طريق حياتك الزوجية المقبلة إن شاء .
وإذا سمعت عن محاضرة موضوعها عن الحياة الزوجية وسبل نجاحها فاحرصي على حضورها لتستفيدي مما يذكره المحاضر من قصص وتجارب وخبرات .
وكذلك لا تزهدي في متابعة برنامج تلفزيوني أو إذاعي يعالج مشكلات الحياة الزوجية وأبرز أسباب وقوع الطلاق .. تابعيه واستمعي إلى ما يقال فيه وسجلي في دفترك خلاصة ما تتعلمينه في نقاط محددة ، أولاً ، ثانياً ، ثالثاً ….
وفقك الله يا ابنتي لتعدي نفسك من الآن لتعيشي حياتك الزوجية بنجاح وسعادة .
وسوم: العدد 822