انتهاء صلاحية الاعتراف بإسرائيل
حان موعد القرار الذي كان يجب ان يصل اسرائيل بالرغم من انه تاخر كثيرا وحان الان موعد اعادة الصراع مع اسرائيل الى نقطة الصفر ليس لنستقبل صفعه القرن بل لنواجهها بشكل يعني القيام باجراءات لا تتوقها اسرائيل ولم تفكر الولايات المتحدة في امكانية قيام الفلسطينين باتخاذها . السلطة الفلسطينية تواجه حربا دروس لاجبارالقيادة على قبول ما ترتئية الولايات المتحدة وتخططة للصراع سواء صفقة قرن او خطة لتصفية القضية الفلسطينية على طريقة تثبيت دولة واحدة بالارض الفلسطينية واعلانها الا وهي دولة قومية لليهود . المشهد الفلسطيني برمته بات في حاجة لاعادة صياغة بالطريقة التي يستطيع فيها الفلسطينين الحفاظ على ثوابتهم من التصفية والتفكيك , ولاعادة صياغة المشهد المتعلق باسرائيل بات مهما بالدرجة الاولي اعادة صياغة العلاقة مع اسرائيل وتعريفها من جديد حسب نوعية الاشتباك الجديد الذي اجبرتنا عليه اسرائيل بتراجعها عن كافة الاتفاقيات التي ابرمتها مع الفلسطينين واولها اتفاقية اوسلو التي لم يعد منها سوي اسمها وما تبع هذه الاتفاقيه من اتفاقيات كاتفاقية باريس الاقتصادية التي انتهكت كافة بنودها دولة الاحتلال مؤخرا بالسطو على اموال الضرائب الفسلطينية وفرض حصار مالي خطير تبتغي اسرائيل من خلاله اذلال السلطة الفلسطينة ومنعها من اداء دورها الوطني تجاه اسر الشهداء والجرحي والاسري .
فعليا انتهت اتفاقية اوسلو بانتهاء الخمس سنوات وهي الفترة الانتقالية التي حددتها الاتفاقية لبدء مفاوضات الحل النهائي والتي لم تبدا حتي بعد 25 عاما في انتظار اللحظة التي ستسمح فيها القوي المركزية بالعالم ان ينتهي الصراع مع اسرائيل وهذا ما شجع اسرائيل ومازال يشجعها على التهرب من استحقاقات حل الصراع واحلال الامن والاستقرار بالمنطقة العربية , لهذا فان اسرائيل كانت كل مرة تدخل في مفاوضات مع الفلسطينين تتلكا وتدور في دوائر لا نهاية لها مركزها امن اسرائيل . المعروف ان اتفاقية اسلو جاءت على اثر اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل , مضي الزمن وحاول الفلسطينين جلب اسرائيل الى مفاوضات ايجابية وجادة على اسس ومرجعيات حقيقية الا ان اسرائيل لم يكن في نيتها التفاوض لحل الصراع بالمطلق وبالتالي بات لا شريك اسرائيلي امام الفلسطينين , لعل هذا بات امرا يعرفة الجميع سبب حرج للفلسطينين امام على المستوي الداخلي . اليوم طريقة تعامل اسرائيل مع الصراع تُعرف بانها طريقة القوي الذي يعتبر خصمه خصم عاجز وبالتالي لا يستطيع فعل شيء وما بات على الخصم سوي تنفيذ كل ما يصدر عن تلك القوة اليمينية العنصرية الغاشمة المتطرفة التي تسمي اسرائيل .
لم يعد التلويح باجراءات ضد التطرف الاسرائيلي وسياسة العداء التي تتبعها اسرائيل تجاه الفلسطينين تعني اسرائيل ,ولم يعد يعني اسرائيل اي فعل سياسي او اجرائي على الارض تقدم عليه القيادة الفلسطينية وكأن اسرائيل تقول لنفسها لن يسحب الفلسطينين الاعتراف ولن يوقفوا التنسيق الامني فهم في حاجة لذلك اكثر من ذي قبل , لعل هذا الموقف يتطلب القول انه اذا كانت اسرائيل تراهن على هذا فان رهانها خاسر فلم يعد لدي الفلسطينين شيئا يخسرونه وخاصة ان اسرائيل تزاحم الزمن لضم كل الكتل والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية لسيادتها , لم يعد لديها اي نوايا للجلوس على الطاولة على اساس حل الدولتين بل ولم تعد تعترف بالفلسطينين كشعب له تاريخ وارض ولد وترعرع منذ الالاف السنين على هذه الارض . لذا بات مهما ان تنفيذ قرارات المجالسين المركزي والوطني واولها قرار سحب الاعتراف باسرائيل و وقف التنسيق الامني بالكامل ردا على عدم احترام اسرائيل للاتفاقيات التي ابرمتها مع الفلسطينين و وردا على ما قامت به الادارة الامريكية من توتير كل اجواء السلام بالمنطقة وتشجيع اسرائيل على التنكر للاتفاقيات التي ابرمتها مع الفلسطينين خاصة بعد اعلانها القدس عاصمة لاسرائيل واعترافها بالسيادة الاسرائيلية على الجولان واغلاق ممثلية دولة فلسطين في واشنطن وقطع المساهمات للانروا وعدم الاعتراف باللاجئين الفلسطينين ولا بحق عودتهم حسب قرارات الشرعية الدولية .
علينا الا نخشي من تبعيات قرار سحب الاعتراف لان اسرائيل ليس بيدها ان تتخذ اجراءات عقابية اكثر من التي اتخذتها فهي الان تحاصر الفلسطينين امنيا وسياسيا وتغلق المدن ببوابات تقول عنها انها ذكية وتمارس قمع اقتصادي غيرمسبوق ولم يعد امامها سوي وضع القيادات الفلسطينية بالضفة الغربية تحت الاقامة الجبرية ومنعهم من التنقل وهذا افضل للفلسطينين لكشف وجه اسرائيل العنصري .ان كانت اسرائيل تنتظر هذا القرار لتعلن ضم المستوطنات بالضفة الغربية فانا اقول ان هذا الضم واقع واقع سواء سحبنا الاعتراف باسرائيل او ابقينا عليه لذا فانه مهما ان تطبق اسرائيل الضم في ظل سحب الاعتراف وهذا افضل من بقاءه ساري المفعول لان صلاحة الاعتراف باسرائيل بالفعل انتهت واصبح ضارا للفلسطينين اكثر وضرر هذا يعني ان اسرائيل لديها طريق سالك لتطبق الخطة الامريكية كاملة وصمت الفلسطينين عجز عن اتخاذ الاجراءات المناسبة والعجز يعني الموافقة . لابد من ان اضيف هنا ان سحب الاعتراف سيعيد الصراع الى النقطة صفر وهذا يعني قانونيا ان اسرائيل بتعريفها كقوة محتلة تنفذ اجرائاتها على الارض كاجراءات احتلالية غير قانونية وغير شرعية لا يعترف بها العالم وستزول بزوال الاحتلال , ولن يتحرك العالم ويسعي لحشد دولي كبير يعمل على حل الصراع بالطريقة التي تحقق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الا اذا اتخذ الفلسطينين قرارات صعبة ومؤلمة للاحتلال تدفعه ثمن عودته عن كل الاتفاقيات والتفاهمات والبرتوكولات التي وقعت بحضور وضمان دولي مشهود .
وسوم: العدد 822