لهذه الأسباب جعلت إيران عدوي الأول
في موضوع سابق لي تحت عنوان (ستظل إيران عدونا الأول) عتب عليّ بعض إخواني أنني في ذلك المقال جريت على منوال المقولة التي يسعى إليها ترامب ونتن ياهو بأن يجعلوا إيران هي العدو البديل لتصبح العدو الأول دون فلسطين السليبة، وهذا من حقهم وأنا هنا أريد أن أوضح أسبابي التي دعتني لاعتبار إيران عدونا الأول:
بداية إن ما أقصده بالعداوة هم حكام طهران ومعممي قم وقاسمي سليماني وحرسهم الثوري وفيلق القدس والمليشيات الطائفية التي جندوها بمالهم وسلاحهم، وقد حلوا في ساحتنا وباتوا العدو الذي يعايشنا وينهش جلدنا ويخرب عقيدتنا ويقتل شبابنا ويمثل ببناتنا وأطفالنا ويخرب مدننا وبلداتنا وقرانا ولا يزال، ويشيّع أبناءنا ويخرجهم من الملة ويستبيح مساجدنا في طقوسه الكهنوتية التي لم يعرفها الإسلام الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وبالتالي فإيران العدو الذي يهدد كيان الأمة في دينها وعقيدتها ومبادئها وسنة نبيها، فهذا العابد الزاهد جبلة بن حمود بن عبد الرحمن أحد أعلام فقهاء أفريقيا وكان يسكن قصر الطوب في مواجهة الروم فنزل إلى القيروان فسكنها فخوطب على ذلك وقيل له - أصلحك الله - كنت بقصر الطوب تحرس المسلمين وترابط فتركت الرباط والحرس ورجعت إلى ها هنا؟ فقال: كنا نحرس عدواً بيننا وبينه البحر فتركناه وأقبلنا على حراسة هذا الذي حل بساحتنا لأنه أشد علينا من الروم، وكان رحمه الله يحرس بالعشي عند الفرانق (جمع فرنق وهو دليل الجيش). فقيل له في ذلك فقال: أحرس عورات المسلمين من هؤلاء القوم فإن رأيت منهم شيئاً حركت المسلمين عليهم، وكان استشهاده عام 853م رحمه الله.
وهذا العبد الصالح الزاهد محمد بن أحمد بن سهل بن نصر الرملي المعروف بابن النابلسي، كان يرى قتال المغاربة (العبيديين) واجباً، وكان يقول: لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحداً في الروم.
أحضر أمام المعز العبيدي في القاهرة يوما، فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل المسلم عشرة أسهم وجب أن يُرمي الروم سهماً واحداً، وفينا تسعة. فقال: ما قلت هكذا فظن أنه رجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة ويرمي العاشر فيكم أيضاً، فإنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين وادعيتم نور الإلهية، فأمر حينئذ أن يشهر، فشهر في اليوم الأول وضرب بالسياط في اليوم الثاني، وأخرج في اليوم الثالث فسلخ جلده، سلخه جزار يهودي، وكان يقرأ القرآن ولا يتأوه. قال اليهودي: أيداخلني له رحمة فطعنت بالسكين في فؤاده حتى مات عاجلاً. سنة 973م رحمه الله.
فما بال إخواني يعتبون علي في قتل الإيرانيين أو المساعدة في قتلهم للملايين في العراق وسورية واليمن ولا يزالون، كما يدعون بكل جرأة وتحدي وفظاظة ويقولون، أنهم يسيطرون على أربعة عواصم عربية (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء) أن أجعل إيران الرافضية عدوي الأول!!
نعم فليعذرني إخواني فإن إيران الرافضية هي العدو الأول لأنها باتت في أظهرنا تأكل أخضرنا وتحرق يابسنا، وعندما أخص إيران بالعداوة لا أقصد إخواننا من أهل السنة والجماعة من عرب وبلوش وكرد وآذاريين وفرس سنّة، وعلينا أن لا ننسى أن تحرير فلسطين من الصليبين لم يحدث إلا بعد قضاء صلاح الدين على دولة العبيديين في مصر، وأعتقد جازماً أننا لن نتمكن من إعادة فلسطين إلا إذا فعلنا ما فعله صلاح الدين وتمكنا من لجم إيران وتحييدها وإخراجها من أوطاننا وحررنا ما استولت عليها من أرضنا، عندها لن يكون هناك حائل يقف بيننا وبين فلسطين التي هي مهفى قلوبنا وفيها القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وسوم: العدد 823