موقف الصحف الإيرانية من الاتفاق النووي
لقد حذّر الإعلام الإيراني من بناء تحالف دوليّ ضدّ إيران تحت عنوان: "لا للإجماع الدولي ضد إيران"، حيث قالت أغلب الصحف: إن على المسؤولين الإيرانيين أن يمنعوا "تشكيل إجماع دولي ضد إيران" بكل السبل المتاحة، وفي هذا الصدد يجب أن يتجنبوا الإجراءات الاستفزازية، وبدلا من ذلك عليهم أن يعزّزوا الإجراءات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية لمنع إحكام القبضة على إيران.
وقد اعتبرت صحيفة "آرمان": عدم التفاوض مع واشنطن يصب في صالح السعودية، وروسيا، وإسرائيل، وأضافت أنه في حال تخطى إنتاج إيران من اليورانيوم 300 كيلوغرام، فسيتم إرسال ملفها النووي إلى مجلس الأمن الدولي، وقد تلجأ أميركا للحل العسكري بعد إنهاك إيران بالعقوبات الاقتصادية.
وقال محب علي: إنّه كان واضحًا منذ البداية بأن الأوروبيين لن يستطيعوا الالتفاف على العقوبات الأميركية، وإن الهدف من إنشاء الآلية المالية، هو فقط توفير الدواء والغذاء، شريطة التزام إيران بمعاهدة "FATF"..
التفاوض مع أميركا هو الحل:
ما زال الحديث مستمرًا في الصحافة الإيرانية عن تبعات زيارة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، لطهران، حيث طالب الإعلام الإيراني بلاده بتطوير العلاقات مع دول مثل اليابان، لكن على ألا تفقد إيران في المقابل علاقاتها مع الدول الأوروبية. وأشارت إلى أن طهران تستطيع استغلال تطوّر العلاقات مع تلك الدول في تعزيز التجارة، وإعادة ترتيب أوضاع الاقتصاد الإيراني المتأزم بسبب العقوبات الأميركية...
وخلصت الصحافة الإيرانية إلى نتيجة مفادها: آنه لم يتبق سوى عشرة أيام من مهلة الستين يومًا التي منحتها إيران للدول الأوروبية، حيث أعلن يوم أمس المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية أنه لم يتبق الكثير لتصل إيران إلى مستوى تخصيب اليورانيوم المذكور في الاتفاقية.
من جانبه، قال الرئيس روحاني: إنه لم يتبق وقت كثير للأوروبيين من أجل العمل بتعهداتهم في الاتفاق النووي، حيث برزت عناوين تكاد تكون مثالية في الصحافة الايرانية على غرار ما كتبته صحيفة "آرمان"، التي عنونت صدر صفحاتها: "العدّ العكسي الإيراني" في إشارة إلى المهلة الممنوحة لدول الاتحاد الأوروبي لتنفيذ ما تعهدت به للوقوف ضدّ العقوبات الأميركية وتفعيل آلية التعامل المالي الذي وقعته الدول الأوروبية مع إيران.
وبالمقابل فإن صحيفة "جوان" كتبت مقالا تحت عنوان "الصدمة اليورانيومية لأوروبا" تحدثت فيه عن مساعي طهران لرفع نسبة التخصيب ورفع كميات إنتاجها من اليورانيوم والماء الثقيل كرد على عدم التجاوب الأوروبي، في حين توافقت صحيفة "آفتاب" مع الصحف الأخرى، حيث كان عنوانها نقلا عن المسؤولين: "مهلة الأوروبيين تقترب من النهاية".
النتيجة أن جل الصحف الإيرانية على الرغم من العناوين الصاخبة لكن جلها خلص إلى مخاطر خروج إيران من الاتفاق النووي، وذكروا ضمنيًا أن إنذار طهران وخفض الالتزامات لم يكن عملاً صحيحًا البتة، وأنه قد ينتج عن ذلك خطوات ردّ فعل تصعيدية تجاه ايران، محذرة من بناء تحالف دولي قد يستهدف إيران، ويسهل من مهمة العمل العسكري مستقبلا.
وسوم: العدد 829