سنعيدكم جثامين لا روح فيها

قال وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان في كلمة له يوم 24 حزيران الحالي “نقول للحكام العرب ان مصير صدام هو أبرز مصير فعلى حكام السعودية والخليج تذكر مصيره، كان صدام غارق في الأحلام لكن في النهاية ايقظناه من أحلامه ثم قتلناه".

وتابع "ان العراق بعد 2003 أصبح جزءاً من الامبراطورية الفارسية ولن يرجع الى المحيط العربي ولن يعود دولة عربية مرة أخرى، وعلى العرب الذين يعيشون فيه ان يغادروه الى صحرائهم القاحلة التي جاؤوا منها من الموصل وحتى حدود البصرة، هذه اراضينا وعليهم إخلائها".

وأضاف وزير الدفاع الإيراني بتصريحه الأحمق بعيداً عن الدبلوماسية: "لدينا في العراق قوة الحشد الشعبي الشيعي سَتُسكت اي صوت يميل الى جعل العراق يدور حول ما يسمى بمحيطه العربي" وقال "إن العراق عاد الى محيطه الطبيعي الفارسي".

واختتم دهقان بالقول: “نحن أسياد المنطقة، العراق وافغانستان واليمن وسورية والبحرين عما قريب كلها تعود الى أحضاننا وهو مجالها الحر الطبيعي".

من يستمع لكلام هذا الأحمق المتجبر يحسب نفسه أمام ثور هائج في حلبة مصارعة للثيران، وليس أمام وزير يحترم نفسه ويوزن عباراته وأقواله، وهذا الموقف من هذا الوزير المتعالي والمتجبر، يذكرنا بجده رستم وعنجهيته وجلافته وغلظة قلبه، حتى جاءه هلال بن علفة يوم القادسية  وهو يتوارى وراء جمل متخفياً، فألقى رستم نفسه في النهر أملاً بالنجاة، فقفز وراءه هلال حتى أخرجه من النهر وقتله شر قتلة وهو يصيح: قتلت رستم وربُّ الكعبة.

يا ثورنا الهائج على رسلك فأنت لم تقتل صدام وأنت لم تحتل العراق، أنت فقط كان دورك كدور جدك ابن العلقمي الذي وخان ولي نعمته وغدر به وسهل للتتار دخول بغداد، وحرض هولاكو على قتل الخليفة العباسي المستعصم، وأنت فعلت نفس الفعل، فسهلت للأمريكان دخول العراق، وحرضت على قتل صدام حسين، فإذا اعتقدت أن ذلك الفعل هو بطولة، فكل الناس يعتقدون أنه فعل خسيس وخائن وجبان.

ونريد أن نذكرك أيها الثور الهائج أن المنطقة التي تلقي خطابك فيها شهدت جثامين عشرات الآلاف من جثث أطفالكم التي لفظتها مياه شط العرب، والذين كانوا يلاقون حتفهم وبنادقهم كانت أطول من قاماتهم، ومفاتيح جهنم مدلّاة من أعناقهم، وقد ضحك عليهم وسخر منهم الخميني إمام زمانكم وأقنعهم أنها مفاتيح الجنة، ونذكرك أيها الثور الهائج أيضاً أن العراق الأشم انتصر عليكم بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة التي أردتم من ورائها أن يستسلم العراق، فكان المنتصر الذي أرغم الخميني على أن يتجرع السم، كما صرح، ويوقف إطلاق النار والقبول بالهزيمة.

وعن ادعائك أيها الثور الأهوج بأن العراق فارسية وقد عادت إلى الإمبراطورية الفارسية، نذكرك بأن فارس وحتى حدود الصين كانت من أراضي الدولة الأموية ومن بعد من أراضي الدولة العباسية، منذ أن أطفأ سعد بن أبي وقاص نيران معابدكم وإيوان كسراكم، ولا كسرى بعد اليوم.

وإذا أردت أيها الثور الأهوج أن نذهب إلى أبعد من ذلك فأذكرك بمعركة ذي قار وكيف طحنتكم حوافر خيل العرب، ثأراً لقتل ملكهم النعمان بن المنذر غيلة وغدراً وهو في ضيافة ملككم كسرى.

لقد عُرف عنكم أيها الثور الأهوج التقية والغدر والخيانة واغتنام الفرص، ولكن هيهات.. هيهات ان تحققوا أحلامكم فأمامكم شعب صلب العود وقوي المراس وثابت ثبوت الراسيات ومتجذر بالأرض تجذر عروق شجر النخيل والسنديان والزيتون والجوز والرمان، فإن استطعتم بتسهيل من حاكم الشام ابن رغال تدنيس بعض المدن وأن تقيموا عليها مزارات إفككم وضلالاتكم ومهازلكم وكفرياتكم ولطمكم وبدعكم، فإنا نعدكم أننا سنعيدكم من حيث أتيتم جثامين لا روح فيها، محمولة في نعوش ستصنعونها بأيديكم.  

وسوم: العدد 831