حقيقة الصحوة
لا يعرف ما هي الصحوة،من يزعم أنها انتهت، وأنها حِقبة غربت شمسها..
الصحوة ليست الشريط الإسلامي،ولا المطوية، ولا الكتيّب..
الصحوة ليست محاضرات سلمان العودة، ولا دروس سفر الحوالي، ولا خطب عائض القرني، ولا أشرطة ناصر العمر، ولا قصائد العشماوي..
الصحوة ليست أجواء حرب صدّام، ولا حماس الجهاد الأفغاني، ولا حتى انتفاضة أطفال الحجارة..
الصحوة شيء أعم .. وأعمق .. وأهم .. وأخطر
هي أمواج عودة للإسلام صاخبة بدأت بعد الإجهاز على الدولة العثمانيّة .. ثم مازالت تتنامى وتقترب من الكمال .. وتمر من طور إلى آخر ..
إذا رأيت ملايين المعتمرين سنويّا، وأعداد المصلين للتراويح، وحشود الحجيج، ومخرجات جمعيات التحفيظ علمت أن صحوة اليوم أضخم وأعظم!
إذا سخر زنديق بالشرع في تغريدة، فهب عشرات الآلاف يُبَكّتونه، ويزجرونه بمقالات ومقاطع وتغريدات تيقنت أن الصحوة اليوم أقوى هديرا
الصحوة ليست حركات جهادية،ولا أحزاب سياسية،ولا حناجر ثورية تسقط بسقوطها:الصحوة هي إيمان يتسلل إلى قلوب الملايين يقول:نريد الإسلام
مرّ على المسلمين قبل 70 سنة عهود ظلام!
الصلاة عيب..
الحجاب عادة لا أكثر..
العمرة ممارسة يقوم بها كبار السن..
الآن بات الدين قضيّة كل مسلم..
1390 هـ تقريبا :
يصلي التراويح في الحرم 4 صفوف فقط .. يسمعون الإمام بلا مايكرفون!
والآن التوسعات المتوالية لم تستوعب المصلين..
الذي حدث هو انتقال الصحوة من المسجد، وخروجها إلى فضاء الإنترنت ..
نعم خسرت شيئا من السكينة والتخشّع
ولكن كسبت التمدد والانتشار
قبل ربع قرن:
شيخ يتحدث .. وآلاف صامتة ..
الآن:
شيخ يكتب .. وآلاف: ترتوت، وتصمم، وتمنتج، وتنكر، وتحتسب، وتهشتق ..
ويقولون ماتت!
تبزغ ظاهرة الإلحاد، فتتصدى لها عشرات الكتب في عامين!
وتنتشر عشرات المقاطع .. والدورات.. والبرامج
كيف ماتت؟ بل تزدهر باندفاع..
الصحوة لم تمت..
ولن تموت..لأنها قدر الله..
سفينة نوح التي تمخر عباب مادية الحياة
فإما أن تركب
وإلا فابحث عن جبل يعصمك
وستغرق!
هناك عملاق أسقط إمبراطورية الفرس ..
وهزّ إمبراطورية الروم
وحكم العالم بعدل ونزاهة
نام لمدة قرنين !
ظنوه مات!
ولكنه استيقظ فجأة
هذه هي الصحوة
سخرت الصحوة بنظريات السخف التي أتى بها: داروِن ، وفرويد ، وماركس ..
وأتت بنظرية :
مسلمون مسلمون مسلمون
حيث كان الحق والعدل نكون
وبعد أن تلطّخ المسلم بأوضار الانحطاط ..
قرر أن يتوضّأ
أن يبحث عن المئذنة
أن يغسل روحه بالوحي
أن يردد : إياك نعبد وإياك نستعين
الصحوي هو:
أنا وأنت وأبي وأبوك وشيبان المسجد وعلماء الأمة وشباب الفجر وطلاب التحفيظ وشباب الأمة المتوضئين..
من ربط الصحوة بالإرهاب مخادع!
الصحوة نورالله القادم....
وسوم: العدد 831