بيان منتدى الفكر والدراسات الإستراتيجية حول انعقاد مؤتمر البحرين للازدهار والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
مذكرة احتجاج
خضعت القضية الفلسطينية منذ صراعها مع الكيان الصهيوني إلى قرارات أممية واضحة وصريحة تتمثل في حق الشعب الفلسطيني في حق تقرير مصيره وبناء دولته على كامل ترابه وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين، وقد ساند هذا الحق الأمتين العربية والإسلامية ودول وشعوب العالم الحر.
وفي غمرة الأحداث الجسام على الأمة العربية والإسلامية انعقدت في مملكة البحرين ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار” يومي 25 و26 من الشهر الحالي كمبادرة أمريكية في تحقيق ما يسمى بصفقة القرن والتي يراد بها تصفية القضية الفلسطينية وتجاوز جميع الأعراف والقرارات الأممية وحقوق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وحق تقرير مصيره المنصوص في جميع القرارات الدولية والأممية.
من هنا يقف منتدى الفكر للدراسات الاستراتيجية المكون من جميع مكونات الامة العربية والإسلامية والمحبين للسلام والعدالة من مثقفين وعلماء وأكاديميين ودبلوماسيين ليدين ويستنكر ويرفض انعقاد هذا المؤتمر ومخرجاته، وقراراته والتي تعطي المشروع الأمريكي بُعدا إقليميا ودوليا وقانونيا، ومؤكدا على ما يلي :
1- دعم الشعب الفلسطيني وفصائله وممثليه في حقهم في الدفاع عن أرضهم، ومقدساتهم، و مقاومة الاحتلال الصهيوني ومشاريعه التصفوية والعنصرية، بكل الوسائل التي شرعتها الشرائع السماوية، والقوانين الدولية.
2- التأكيد على أن قضية فلسطين هي قضية كل العرب والمسلمين، ولا تفويض لأي جهة كانت مهما أخذت صفة دولية أو رسمية أو دينية بالتفاوض عن شعبها، أو القبول بأي صفقات تصفوية لها، أو التنازل عن شبر واحد من ترابها مهما كانت المبررات والذرائع.
3- رفض تقزيم قضية فلسطين على أنها قضية إنسانية ذات بعد اقتصادي، وهو تزييف للحقيقة التاريخية الراسخة، واختطاف لحق تاريخي وشرعي من أهلها وسكّانها الأصليين، والتأكيد على أنها قضية سياسية عقائدية وقومية، وأنها تقع تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم.
4- حق العودة للاجئين الفلسطينيين حق مقدس لا تنازل عنه ولا مساومة عليه، وإن كل خطط التوطين ومشاريع التعويض مرفوضة ولا يمكن القبول بها.
5- دعوة الفصائل العمل الوطني في فلسطين وخارجها ومنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساته لعقد اجتماع عاجل وطارئ، يجمع ولا يفرق، ويقوم بتوحيد الرؤى والجهود، ونبذ الاختلاف على قضايا من الممكن النظر بها لاحقا، لمواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية والتغول الاستيطاني وحماية القدس والمسجد الأقصى المبارك.
6- ندعو الحكومات العربية والإسلامية، والبرلمانات والأحزاب السياسية، والنقابات المهنية، ومنظمات المجتمع المدني، إعلانها رفض هذه الورشة ومخرجاتها، والدعوة لإسناد الشعب الفلسطيني بكل الوسائل أمام المخططات الصهيونية، والاستمرار في الفعاليات الرسمية والشعبية التي تحقق الوعي، وتسهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني وصموده، والتأكيد على رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.
7- نطالب المجتمع الدولي ومؤسساته إدانة هذه المؤتمر، ورفض مخرجاتها والتي هي التفاف على القرارات الدولية الصادرة لصالح الشعب الفلسطيني، ورفض التجاوز الأمريكي لها تحت فرض الأمر الواقع، مما قد يزيد المنطقة وأزماتها مزيدا من التعقيد ويهدد الأمن والسلم الدوليين، وحياة الأبرياء من الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة على أرضه.
8- ندعم ونشكر الدول العربية والإسلامية التي أعلنت رفضها المشاركة في هذه المؤتمر، و البرلمانات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي اتخذت موقفا مناهضا لها، والوقوف مع حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
وختاما إن محاولات سلطات الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية ومن يفقون إلى جانبهم في محاولات تغيير الواقع عبر تجديد مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية بمسميات ومخططات مبتكرة لن تنجح بإذن الله أمام وعي الشعوب وتكاتفها ومناصرتها لقضية الأمة المركزية وشعبها ومقاومته، وأن لا حقوق تضيع ولا تسقط بالتقادم ما دام وراءها مُطالب.
المنسق العام
د. بسام العبد الله ضويحي
وسوم: العدد 831