تجار سوريا

من يعلم ان لطفي الحفار من كبار تجار دمشق ومن زعماء الكتلة الوطنية قد قام وعلى نفقته الشخصية بجلب مياه عين الفيجة الى دمشق ؟

من يصدق ان عرفان الجلاد ولطفي الحفار من تجار دمشق قد قاما ومن مالهم الخاص بتعويض تجار دمشق عن خسائرهم نتيجة اضراب الستين يوما الشهير أيام الانتداب الفرنسي.

من يصدق ان شكري القوتلي قد قام ببيع قريته "دوما" لتمويل ثورة 1936 في فلسطين.

ومن يصدق انه عندما أراد أبو الهدى الحسيبي في الثلاثينات من القرن الماضي بيع قريته " المليحة " في الجولان لسداد ديونه وتقدمت لشرائها الوكالة اليهودية , هرع تجار دمشق للحيلولة دون ذلك وسددوا ديون الحسيبي ومنعوا اليهود من شراء هذه القرية الكبيرة والشهيرة.

ومن يعلم ان تجار وصناعي حلب قد قدموا الذهب لتغطية عملة سورية جديدة بديلة  لليرة السورية – اللبنانية التي كان يتم التداول بها ويصدرها بنك سوريا ولبنان ؟ وان خالد العظم رئيس الوزراء آنذاك استدعى من حلب  اثنان هما من هما آنذاك بين تجارها وصناعييها  محمد سعيد الزعيم والحاج وهبي الحريري الى دمشق وأسراليهم بنيته هذه وانه قد أوصى على طباعة العملة الجديدة في البرازيل سرا , ولكنه يحتاج الى تغطيتها بالذهب , فهل تجار حلب مستعدون لفعل ذلك ؟ وعاد الاثنان بعد عدة أيام الى دمشق ثانية ليبلغوه ان تجار حلب جاهزين لتقديم أي كمية من الذهب يطلبها لتغطية العملة الجديدة , وعشية يوم الإعلان عن العملة الجديدة تم نقل تنكات الذهب من حلب الى دمشق في مصفحات الدرك السوري سرا , لتعرض في صبيحة اليوم الثاني في بهو بنك سوريا ولبنان بدمشق الى جانب صناديق العملة الورقية الجديدة , وكانت مفاجأة للبنوك والأسواق وتم بذلك استكمال الاستقلال الوطني بعد جلاء الاستعمار بتحرير النقد السوري (حسب ما ورد في مذكرات العظم).

فياليت سوريا تنجب كل يوم الفاً من امثال هؤلاء.

وسوم: العدد 832