ما أضيع الشعوب العربية بين السبع الصناعية التي يحكمها منطق القوة ويغيب فيها منطق الحكمة
اجتمعت أمس الدول الغربية السبع في فرنسا والعالم العربي يمر بظرف أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه على وشك انفجار في الوضع أخطر مما هو عليه خصوصا في منطقة الشرق الأوسط حيث الكيان الصهيوني المارق الذي يتحدى كل الأعراف والقوانين الدولية، ويدوس عليها متى شاء وكيفما شاء، وكذا في منطقة الخليج العربي حيث الكيان الفارسي الذي لا يخفي أطماعه التوسعية وقد غزا العراق بعد الغزو الأطلسي ، وغزا سوريا ،كما غزا من قبل لبنان ، وغزا اليمن وهو يستنبت في هذا الهلال من أرض العرب من ينوب عنه ممن يدينون بعقيدته الرافضية في خوض حروب يحكمها الزعم الكاذب بالثأر لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ليسوا على هذه العقيدة الفاسدة ، وهو كيان يلتقي مع الكيان الصهيوني في فكرة التوسع ، وفي فكرة استغلال الدين لتحقيق هذا التوسع ، فالكيان الصهيوني الغاصب اغتصب أرض فلسطين بذريعة ما يعتبره حق اليهود التاريخي فيها وهو وهم باطل ، وذريعة إنشاء هيكل مزعوم فيها يوشك أن يخرب بسببه المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، والكيان الفارسي التوسعي دخل العراق بذريعة وجود المراقد في النجف وكربلاء ، وهو يرى أنه الوصي عليها ، ولا تقف أطماعه عند حد النجف وكربلاء بل تتخطاهما إلى بلاد الشام في سوريا ولبنان ، وهو يلوح بأطماعه في البيت الحرام و في مدينة قبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، ويلتقي طمعه مع طمع الكيان الصهيوني في تلك البقعة المباركة ،والذي يلوح بما يزعم أنه حق له في خيبر.
وما يجمع بين هاذين الكيانين المارقين التوسعيين هو اعتماد الذرائع الدينية الواهية والمنحرفة والباطلة لتحقيق الأطماع التوسعية في بلاد العرب .
ومع وجود تهديدات توسعية في المنطقة العربية من طرف هاذين الكيانين المارقين ، ابتليت لسوء حظها بأنظمة توزع ولاؤها لهذا الكيان أو ذاك حيث يحتمي النظام السوري وحزب اللات في لبنان والحوثيون في اليمن بالكيان الإيراني ، وتتهافت أنظمة خليجية وشرق أوسطية على الولاء للكيان الصهيوني ، وتدار حرب في الرقعة اليمنية بين الكيانيين المارقين ينوب عنهما فيها وكلاء يمنيون عن هذا الطرف ، وخليجيون عن الطرف الآخر ، وهي حرب دمرت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل ، والخاسر فيها العالم العربي الذي تستنزف خيراته ، وتزهق أرواح أبنائه . ويحاول الكيان الصهيوني إشعال حرب وهي مشتعلة أصلا في الرقعة الشامية حيث يوجد وكلاء للكيانين كما هو الشأن في الرقعة اليمنية .
ففي هذا الظرف بالذات، اجتمعت الدول الغربية السبع في فرنسا لتكرس منطق القوة ، وتغيّب منطق الحكمة ، وهي لا تعنيها سوى مصالحها الاقتصادية على حساب عالم اشتد بؤسه خصوصا في العالم العربي الذي تشتعل فيه نيران الصراعات الدامية بسبب تجارة أسلحة هذه الدول السبع التي تتباكي بدموع التماسيح على الأمن والاستقرار في الوطن العربي وهو أول من يزعزعهما.
ولقد صدر عن هذه الدول المتاجرة بالأسلحة بيان ختامي مثير للسخرية تزعم فيه أنها تريد الأمن والاستقرار في منطقة إنما تشعل نيران الحرب فيها أسلحتها التي تدر عليها أرباحا فاحشة تحقق رفاهية مواطنيها مقابل مآسي الشعوب العربية البائسة . ومقابل رفض هذا البيان المثير للسخرية امتلاك الكيان الإيراني سلاحا نوويا لم يشر كما هو معروف دائما إلى امتلاك الكيان الصهيوني المارق لهذا السلاح الذي جعله مستأسدا في الوطن العربي وهو يهدد أمن كل الشعوب العربية .
ومعلوم أنه لا أمن ولا سلام في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي إلا بوضع حد لاحتلال الكيان الصهيوني لأرض فلسطين وما حولها ووضع حد لأطماعه فيما بعدهما ، وكذا وضع حد لأطماع الكيان الفارسي فيما يطمع فيه الكيان الصهيوني . ولن يتيسر ذلك طالما ظلت أنظمة عربية في المنطقة تنوب عن الكيانين المارقين في إدارة صراعات لا طائل من ورائها والخاسر فيها هو الشعوب العربية المغلوب على أمرها والتي تعيش الفقر المدقع وأرضها تفيض بالخيرات .
وما لم يقيض الله عز وجل للوطن العربي أنظمة تملك حرية القرار وترفض وصاية دول منطق القوة ، وترويج الأسلحة ، والنيابة عن الكيانين المارقين في إدارة الحروب الخاسرة ، فلن يقر له قرار ، ولن يعرف أمنا ولا استقرارا .
وسوم: العدد 839