الشَرعيات الحقيقية والزائفة ، وتوظيفُها : في التدخّل ، في الدول المختلفة !
سورية : شرعيات التدخّل فيها كثيرة ، ولكلّ جهة شرعيتها ، سواء ؛ أكانت دولة مجاورة ، أم دولة بعيدة .. وسواء ؛ أكانت ميليشيا ، أم عصابةَ مرتزقة ، أم جماعة تتبنّى إيديولوجيا معيّنة، تسعى إلى فرضها على الناس ، بقوة السلاح !
شرعية روسيا ، في التدخّل في سورية : يحتجّ الروس ، بأنهم أتوا إلى سورية ، بطلب من الحكم الشرعي فيها ، أيْ : حكومة آل أسد ، وأنهم يدافعون ، عن نظام الحكم هذا ، ضدّ رافضيه ، من أبناء شعبه ! وهم يعلمون ، جيّداً، أن بشار الأسد، يحكم سورية بشرعية السلاح، وحدها ، بعد أن فرضته أجهزة المخابرات ، حين هلك أبوه !
شرعية إيران ، في التدخّل في سورية : حكّام إيران يدّعون ، كما يدّعي حكّام روسيا ، بأنهم دخلوا سورية ، بطلب من نظام حكمها الشرعي .. وتتبع شرعيةَ إيران ، شرعيةُ المقاومة والممانعة ، التي يمثلها حزب الله ، ويحارب شعب سورية ، تحت شعارها !
شرعية أمريكا ، في التدخّل في سورية : أمّا شرعية أمريكا ، فهي مستمَدّة ، من شعار: مكافحة الإرهاب الأسلامي ، في سورية ! وهي تستخدم الأكراد ، حتى المصنّفين في قائمة الإرهاب ، في مكافحة الإرهاب الإسلامي !
شرعية تركيا ، في التدخّل في سورية : هي حماية أمنها القومي ، من إرهاب بعض الفصائل الكردية .. وهي مسلّحة باتفاقية أضَنة، التي أبرمَها الهالك حافظ أسد ، مع الحكم التركي ، في أواخر تسعينات القرن العشرين !
ليبيا : شرعية مصر، في التدخّل في ليبيا : تحتج مصر، بحفظ الأمن المصري ، من خطر الإسلاميين ، في دولة جارة لمصر.. وهي تمارس هذا التدخّل ، بقوّة ، دون أن تعلنه !
شرعية تركيا ، في التدخّل في ليبيا : اتفاقية ، وقّعتها تركيا ، مع حكومة الوفاق الشرعية !
شرعية الإمارات ، في التدخّل في ليبيا : لاتدّعي أن لها شرعية ، في ليبيا ، لكنها تدعم الخارجين عن الشرعية ، في مواجهة من تسمّيهم: إسلاميين متطرّفين ، وإرهابيين !
شرعية فرنسا ، في التدخّل في ليبيا : تدعم الخارجين عن الشرعية ، لمصالح تراها لها ، في ليبيا .. وتنكر تدخّلها في العلن ، بل تزعم ، أنها تؤيّد حكومة الوفاق الشرعية !
شرعية روسيا ، في التدخّل في ليبيا : لاتدّعي أن لها شرعية معيّنة ، في ليبيا ، لكن ثمّة ميليشيات ، مرتبطة بها ، تدعمها ، وتوظفها ، في محاربة حكومة الوفاق !
اليمن: شرعية إيران ، في التدخّل في اليمن : لاشرعية لحكّام إيران ، في التدخّل في اليمن ، لكنّ الحوثيين ، تابعون لها، آيديولوجيّاً، وهي تدعمهم ، ضدّ التحالف السعودي الإماراتي ، أيْ: تخوض ، عَبْرهم ، حرباً بالوكالة !
شرعية السعودية والإمارات ، في التدخّل في اليمن : يدّعي حكّام الدولتين ، بأنهم يحاربون الحوثيين ، عملاء إيران ، دفاعاً عن اليمن ، وعن شرعية حكمه !
وهكذا تختلط الشرعيات ، في الصراع السياسي والعسكري : شرعية القانون الدولي .. وشرعية القوّة المسلحة ..! ويختلط بها ، الحقّ بالباطل ، والخطأ بالصواب .. وكلٌّ يوظف الشرعية ، التي يراها مناسبة ، في تحقيق أهدافه .. وليس مهمّاً ، كونُها حقيقية ، أم مزيّفة ! ومن لاشرعية له في الندخّل ، يدعم ، سرّاً ، الجهة التي يراها تحقّق أهدافه ، ويؤيّد ، علنا ، الشرعية المعترف بها ، دولياً ! ولا يسمّي هذا نفاقاً ، بل حنكة سياسية !
وسوم: العدد 863