الهجمة العالمية اليوم هي على الإسلام، دين الأمّة.. فمَن راس الحَربة، بين المسلمين؟
المدارس الفكرية الإسلامية ، كثيرة ، في العالم .. والمدارس السياسية الإسلامية ، كثيرة.. والفئات الإسلامية كثيرة ، متنوّعة !
الصوفية : مَدارسُ عدّة ، ولكل مدرسة شيخ ، او شيوخ ، في أنحاء العالم العربي ، وفي أرجاء العالم الإسلامي ! ولن نتحدّث ، هنا ، عن صفاتها ، وعن صلاتها ، فيما بينها ، وصلات بعضها ، بجهات مختلفة .. ونفع بعضها للأمّة ، وضرر بعضها على الأمّة .. ومواقف أعداء الأمّة منها ، في الداخل والخارج ، وتوظيف الأعداء لبعضها ، في العبث ، بمصير الأمّة ومقدّراتها ! لكن ، لابدّ من الإشارة ، الى الجهود الرائعة المشرفة ، لبعض هذه المدارس ، في مقارعة أعداء الأمّة ، قديماً وحديثاً ! ونماذجُها العظيمة ، أعلام بارزة ، في تاريخ الأمّة !
والسلفية : مدارس عدّة ، وهي تزداد تعدّداً ، وتنوّعاً ، وانتشاراً في العالم العربي ، وفي العالم الإسلامي ! ولا نتحدّث ،عن : صفاتها، وصلاتها، فيما بينها، وصلات بعضها ، بجهات كثيرة، مختلفة متنوّعة ، ونفع بعضها للأمّة ، وضرر بعضها على الأمّة .. ومواقف أعداء الأمّة منها، في الداخل والخارج ، وتوظيف الأعداء لبعضها ، في طعن الأمّة ، في الظهر، وفي الصدر.. بل لن نقف ، عند الفئات ، التي صنعها الأعداء ، صناعة خاصّة ، لتدمير الأمّة ، بأيديها ، وبأيدي الأعداء الذين صنعوها ، بحجّتها ! وذلك ، دون أن ننسى النماذج الرائعة ، التي أبرزتها هذه المدارس ، قديماً وحديثاً ، في مقارعة أعداء الأمّة ، وفي مقدّمتها: شيخ الإسلام ابن تيميّة !
لن نقف ، عند هذي وتلك ، ولا عند الثاثة والرابعة .. كما لن يقف عند الفقاعات ، التي ابرزتها ثوراتُ نزَق، أو فورات عاطفة ، أو اندفاعات حَميّة .. وعند توظيف أعداء الأمّة ، لهذه الفقاعات ، واستخدامها شمّاعات ، أو أسباباً، أو وسائل ، أو حججاً..لتدمير الأمّة ، من خلالها، بأيديها، وبأيدي الذين وظّفوها ، أو اتخدموها ! وكذلك ، هنا ، لن نسمّي أحداً ؛ فإذا كانت هذه الفقاعات، عاجزة عن معرفة نفسها ، فقد عرفها المسلمون ، في العالم كله ، من خلال نتائج أفعالها ، وآثارها في الأمّة ، من سنين عدّة ، وحتى اليوم !
لن نقف عند هذه الفئات ، جميعاً ، ولا عند أيّ منها ، بل نقف ، لنتساءل :
مَن يشكّل رأسَ حَربة ، في مقارعة أعداء الأمّة ، في كلّ صعيد : فكرياً وسياسياً وعسكرياً ، في دول الربيع العربي ، وغيرها ؟
مَن يخوض الصراع ، ضدّ الصهيونية ، والصليبية المتصهينة ، والرافضة .. نيابة عن الأمّة، اليوم ، في : ليبيا واليمن ، وسورية ومصر ، وغيرها ؟ ومَن كان يخوضه ، قبل سبعين عاماً ، ضدّ الصهاينة ، في فلسطين ؟ ومن نشر المؤسّسات الإسلامية ، من مدارس وجمعيات خيرية ومراكز إسلامية ؟ ومَن نشر الفكر الإسلامي ، الصحيح المعتدل ، في العالم ، عبر الهيئات والمؤسّسات والأفراد ؟ ولا نهوّن من شأن الآخرين، ومن الجهود التي بذلوها، في خدمة دينهم !
لن نسمّي أحداً ، هنا ، بل نترك التسمية ، للمهتمّين ، المتابعين بوعي وإنصاف ، وحرص على الأمّة ، حاضراً ومستقبلاً ! فمَن عرف ، وأحبّ فعل الخير، وبادر إليه ، فقد أدّى واجباً ! ومَن جهلَ ، وأصرّ على جهله ، فهو وذاك ، وحسابه عند ربّه !
فإنْ لم يكن ثمّة تأييد ، أو مناصرة ، أو مباركة ، من الفئات الإسلامية المتنوّعة ، لهذه الفئة ، التي تخوض الصراع الحقيقي ، ضدّ الأعداء ، في الداخل والخارج .. أفلا يكون الصمتُ أولى، بهذه الفئات المتنوّعة ؟ أفلا يكون عدم الانجرار، وراء دعايات الأعداء ، في الداخل والخارج ، أولى بهذه الفئات ، وأسلم لها، في الدنيا والآخرة ، وأجدى لأمّتها، في الصراع المصيري المرّ، الذي لا يستثني مسلماً : صغيراً أو كبيراً ، رجلاً أو امرأة .. ؟
أليس الصمتُ ، هنا ، نوعاً من اتّقاء الفتنة ، التي حذّرَنا ربُّنا منها ، حين قال : (واتّقوا فتنة لا تُصيبنّ الذين ظَلموا منكم خاصّة ) ؟ هذا ، إذا انعدمت المؤازرة ، على فعل الخير، بأنواعه !
وسوم: العدد 863