تُذبح شعوب ، فلا يكترث لها أحد .. ويُقتل شخص ، فتقوم الدنيا ولا تقعد .. فما السرّ ؟
قال أحد الشعراء ، من سنين ، عدّة :
قنلُ امرئٍ ، في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتفرْ
وقتلُ شعبٍ آمنٍ قضيّةٌ فيها نظرْ
القتيل الفرد :
قد يكون القتيل : طفلاً ، أو شيخاً ، يستحقّ العطف ، ويُقتل بطريقة بشعة ، تصوّرها وسائل إعلام عالمية ، وتتناقلها ، عبير العالم ، فتثير ضجّة ، وتصبح قضيّة رأي عامّ ، يتحدّث عنها المهتمون بحقوق الإنسان ، ويتعاطف معها ، أصحاب النظرات والنظريات ، المتعلّقة بحقوق الإنسان !
وقد يكون القتيل ، شخصاً ذا أهمّية : سياسية أو اجتماعية أو افتصادية ، أو علمية أو فكرية .. فتنشر وسائل الإعلام ، خبر قتله ، ويتمّ تداول الخبر، عبرها ، فينتشر في أنحاء العالم ، وتُكتب عنه الكتابات ، التي تتحدّث : عن سيرته ، وعن أهمّيته في دولته ، أو أهمّيته العالمية ..!
وقد يكون القتيل ، مواطناً من دولة ، لها نفوذ وسيطرة ، وتأثير في العالم ؛ فتجعل منه دولته، ضحيّة ، لغدر بضع المجرمين ، من دولة معادية ، وتطالب الدولة ، التي اعتدت على المواطن، بإجراءات قضائية ، وبحقوق مالية لأهله !
وقد تجتمع أسباب ، عدّة ، في جعل القتيل رمزاً عالمياً ، يوظّف منها ، كلُّ صاحب هدف ، جانياً معيّناً ، يهتمّ به ! ولعلّ من أبرز الأمثلة ، على هذا ، الصحفي السعودي الأصل ، الأمريكي الجنسية ، جمال خاشقجي، الذي قُتل في سفارة بلاده ، بأيدي مسؤولين من دولته ، فثارت حوله زوبعة قويّة ، على مستوى العالم ! ولا نرى داعياً، لإطالة الوقوف ، عند قضيته ، فهي معروفة عالمياً ، وقد كُتب حولها الكثير !
أمّا قتلُ شعب آمن، دون أن يكترث له أحد، فتتحكّم في قضيته ، أسباب عدّة ، وربّما يَكمن السرّ، في بعضها ، أو في كثير منها ! ومن هذه الأسباب :
أسباب تاريخية وراثية: كما يحصل للمسلمين، في بعض دول العالم،الصليبية والوثنية، وغيرها!
أسباب عَقَدية : الأسباب التاريخية الوراثية ، تنطبق ، هنا ، على الجانب العَقدي ؛ إذ يَنظر بعض الشعوب ، إلى العقيدة الإسلامية ، نظرة خوف ، من ناحية ، ونظرة حقد قديم مزمن ، من ناحية ثانية ! ويشمت يعض أبناء الشعوب ، المعادية للإسلام ، والحاقدة عليه .. بما يجري على المسلمين ، من مآسٍ ، ويتظاهر بعص الناس ، بنوع من التعاطف الشكلي ، دون أن يقدّموا ، شيئاً ذا أهمّية ، لنصرة المظلومين ، الذين لاقوّة لهم ، تدفع عنهم الظلم .. ولايبكي عليهم أحد !
أمّا الأسباب المتنوّعة، غير المذكورة، آنفاً ، كالسياسية والاجتماعية والاقتصادية، فتأتي بالتبعية!
وسوم: العدد 865