حقّ الشعوب في معرفة الفرق ، بين المخلص الدؤوب .. ومَن تحرّكه غانية لعوب !
حقوق الشعوب ، على حكّامها ، معروفة .. لكن ماحقوق الشعوب ، على المخلصين من :علمائها، وعقلائها، ومفكّريها ، ومثقّفيها ..!
حقوق الحكّام ، على شعوبهم: أهمّها حقّ الطاعة بالمعروف ، والنصيحة الصادقة المخلصة !
أمّا حقّ الطاعة بالمعروف، فهو مقرّر، في الشرغ الحنيف، في سنّة النبي الكريم، ثمّ في سيرة الخلفاء الراشدين!
فقد أمَرَ النبيّ المسلمين ، بطاعة حكّامهم ، من ناحية .. كما نبّه ، من ناحية ثانية ، إلى أن الطاعة ، إنّما تكون بالمعروف ، وأنه لاطاعة لمخلوق ، في معصية الخالق ! وقد افتتح كلّ من الخليفتين الراشدين الأوّلين ، أبي بكر وعمر، عهده ، بتنبيه المسلمين ، إلى أنه وليَ أمرَ المسلمين ، وأن له عليهم حقّ الطاعة بالمعروف ، دون معصية لله !
وأمّا حقّ النصيحة للحاكم ، على الرعيّة ، فهو حقّ واضح ، كذلك ، في السنّة النبوية ، وثمّة أحاديث عدّة ، في هذا المجال !
فمن واجب الرعية ، أن تنصح الحاكم ، وأن تسدّده ، ولو كان في ذلك خطر، على الفاعل !
وممّا ورد ، في الحديث الشريف : إذا هابت أمّتي أن تقول للظالم ، ياظالم ، فقد تُودّع منها !
وممّا ورد في الحديث الشريف ، كذلك : إنّ مِن أعظم الجهاد ، كلمة حقّ ، عندَ سلطانٍ جائر!
وورد ،عن النبيّ ، قوله : سيّد الشهداء حمزة ، ورجلٌ قام إلى إمام جائر، فأمَره ونهاه ، فقتلَه !
أمّا حقوق الشعوب ، على حكّامها ، فأهمّها اثنان : العدل والشورى !
أمّا العدل ، فمصطلح عامّ ، يشمل كلّ مايقع تحت مسمّاه ، من شؤون الدولة والرعيّة !
وأمّا الشورى ، فمعروف أنها ، لأهل الشورى ! وتعريفهم واضح ، في السنّة النبويّة ، وفي سيرة الخلفاء الراشدين ! ويمكن الإفادة ، بالطبع ، ممّا أنجزته الحضارات المختلفة ، من أنظمة وقوانين، لضبط الشورى ، فيما لا يخالف الشرع الإسلامي !
حقوق الشعوب ، على المخلصين من : علمائها ، وعقلائها ، ومفكّريها ، ومثقّفيها ..!
أمّا في حال جور الحكام وفسادهم ، فمِن حقّ الشعوب ، على نخبها الواعية ، أن تتصدّى ، لردع الحكّام ، عن جورهم ، وعن فسادهم ؛ لأن هذه النخب الواعية ، هي المؤهّلة ، بالدرجة الأولى ، لهذه المهمّة ؛ لِما لها ، من وعي وخبرة ، ممّا لاتملكه الشعوب ـ بشكل عامّ ، لِما فيها ، من تفاوت ، في المعرفة والعلم ، والاهتمام والوعي .. ولأن أكثرها مشغول ، بتأمين لقمة العيش ، لنفسه ، ولأسرته !
فتقصير النخب الواعية ، المثقّفة المخلصة ، في واجبها ، تجاه الحكّام الظلمة الفاسدين ، الذين يضحّون بمصالح الأمّة ، لتحقيق مصالحهم الخاصّة ، ويتركون شؤون الأمّة ، لينشغلوا بالعبث ، واللهو مع الغواني .. هذا التقصير يحمّلها مسؤوليات جساماً ، في الدنياوالآخرة ! ونماذجُ العلماء ، الذين تصدّوا للحكّام الظلمة ، كثيرة ، معروفة في التاريخ الإسلامي !
وسوم: العدد 866